لازال قرار الحكومة القاضي بإعفاء عدد من الأسر المغربية الفقيرة مما يعرف ب"رسم النهوض بالقطاع السمعي البصري"يثير اللغط على الرغم من تأكيد وزير الاتصال مصطفى الخلفي تعويض الحكومة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بما يقارب 400 مليون درهم. فيصل العرايشي المدير العام للشركة لازال لم يستوعب بعد قرار الحكومة حيث جدد الإثنين 5 ماي 2014، خلال ندوة بعنوان " أي نموذج اقتصادي لقنواتنا التلفزية؟" نظمتها جمعية خريجي المعهد العالي للاعلام والاتصال بشراكة مع معهد التنوع الإعلامي وشارك فيها الى جانب العرايشي كل من جمال الدين الناجي، المدير العام للهيأة العليا للاتصال السمعي البصري وفاضل عبد المجيد مدير الدراسات بالمعهد العالي للإعلام والاتصال.لكن العرايشي بدا متفائلا من إمكانية تعويض الشركة المبالغ المقتطعة من عائدات الإشهار قريبا. ودافع العرايشي عن حصيلته طيلة الفترة التي قضاها على رأس الشركة خصوصا إضافة قنوات وإذاعات يرى أنها مهمة وساهمت بشكل كبير في رفع نسب المشاهدة خصوصا بالعالم القروي،بالإضافة إلى الرفع من طاقم الموارد البشرية عبر توظيف طاقات وطنية كفؤة وتخفيض عدد العاملين في حدود 2300. وشدد العرايشي على ان الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، لا تعتمد سوى ما بين 15 و 18 في المائة من مداخليها على الإشهار، أي ما يقارب 200 مليون درهم، بالتالي فان التلفزيون مضطر بان يظل تابعا للدولة. من جهته اعتبر جمال الدين الناجي التلفاز ليس مجرد قطعة تساهم في ديكور البيت إبر وضع زهور فوقها لكنه جزء اساسي من مشروع مجتمعي للدولة ككل، لذا على الدولة بحسبه ان تزيد من الدعم المالي للاعلام العمومي وتبتعد عن تدخلها فيه وتشجع على الابتكار والإبداع. واعتبر الناجي العلاقة بين التلفزيون العمومي والمواطن كونها علاقة اجتماعية بالأساس وليست تجارية بحيث يجب على التلفزيون ان يساهم في الرفع من وعي المواطن وتكوينه بل يجب بحسبه فتح الباب أمام الشباب لتوظيف إبداعاتهم وانتاجاتهم مبرزا ان المغرب يتوفر على كفاءات مهمة يتوجب على الدولة استثمارها. وشدد الخبير الدولي على ميوله الى تطبيق نموذج تمويل قناة BBC في المغرب، أي أن يكون تمويل الإعلام العمومي محصوراً على الدعم العمومي فقط دون الحاجة إلى الإشهار، وبالتالي أن يضطلع هذا الإعلام أكثر بالوظائف الثقافية وببناء المجتمع، دون أن يبعده ذلك عن المشاهدين. من جهة أخرى سجل الناجي غياب استراتيجيات سواء على المدى الطويل، غياب تخصصات مهنية مهمة للغاية، وعدم الاستثمار في الإنسان المغربي بغياب الاعتماد على الطاقات الشابة، مقدماً مثال برامج الأطفال التي يستوردها المغرب في الغالب، رغم أنه يزخر بمواهب تستطيع إبداع برامج في هذا المجال. بدوره استعرض الخبير عبد المجيد فاضل رئيس مدير الدراسات بالمعهد جملة من المعطيات بخصوص صناعة التلفزيون في المغرب، مبرزا أن الشركة الوطنية كانت تعتمد على رهانات سياسية، إلا أنها باتت في الآونة الأخيرة تعتمد على الإشهار كمورد أساسي لتعزيز ميزانيتها ، قصد تمويل قنواتها،بمعنى ادق بحسبه تحول التلفزيون الى مقاولة تجمع بين الإبداع و الصناعة علما أن جودة المواد المقدمة للجمهور التي تقاس بنسبة المشاهدة.