خلال انعقادها الأخير قدمت "دارة زمزم" إصدارها الجديد المعنون ب"رقاع". هو الكتاب رقم 19 ضمن إصدارات الدارة والتي تعتبر من بين الأندية الأدبية التي لا زالت تعقد بتطوان وذلك ببيت الاديب الدكتور حسن الوراكلي كل يوم جمعة. وهو ما يحدثنا عنه صاحب هذه الندوة: بالنسبة لندوة زمزم فقد تأسست وأنا في مكةالمكرمة أي منذ 15 سنة حيث كنت أستاذا بجامعة أم القرى وكان يختلف إليها الأساتذة والباحثون. ولم يكن الأمر مقصورا على جانب علمي دون آخر فقد كان فيها أهل الفقه وأهل الأدب وأهل التاريخ، فكانت دائما هذه الجلسة تستقطب عددا من المشتغلين بالدرس العلمي والفكري والثقافي وتعرض فيه موضوعات ثقافية وفكرية وأدبية وتاريخية وأحيانا يكرم في الجلسة أهل العلم والفكر والثقافة حين يصدر عن أحدهم عمل علمي رصين أو حين يرقى في عمله الأكاديمي، فيغتنم المجلس الفرصة ليكرم صاحبه، وعادة ما يطلب من المكرم أن يتحدث عن تجربته العلمية والفكرية ومسيرته وعطائه العلمي إلى اخره. وكنت كذلك إذا ما جئت في العطلة الصيفية إلى المغرب نجعل العطلة فرصة للاجتماع في هذا الصالون أو المجلس العلمي الثقافي والآن طوينا نحو 15 سنة في العمل الفكري والثقافي والأدبي.طبعا وهذا النوع من المجالس له امتداد في تاريخ المغرب وخاصة في حواضر العلم به التي شهدت الكثير من المجالس العلمية والأدبية ومن بينها مجالس تطوان. وفي كتابي "شذرات تطوانية" ذكرت عددا من المجالس والصالونات الأدبية التي تألقت بحضور فكري وثقافي مثل مجلس السيد عبد السلام الريسوني والشيخ محمد بوخبزة والشيخ بنونة وغيرهم وحقيقة كان لهذه المجالس إشعاع فكري وثقافي متعدد. ولعل من الإضافات في هذا المجلس ندوة زمزم أننا كنا نحاول أن نكرس قضية التواصل العلمي والثقافي بين المغرب والمشرق ولذلك كان يحضر الندوة بالإضافة إلى المغاربة باحثون في الجامعات السعودية والمشرقية وأهل العلم والثقافة من الذين يأتون إلى المغرب حيث كنا نبحث عما يكرس قضية التواصل بين العطاءات الفكرية والعلمية بين المشرق والمغرب. ثم أمر آخر تضيفه مثل هذه المجالس هو مسألة الإصدارات والانتاج الادبي، فإذا كانت المجالس العلمية التي عرفناها في حواضر المغرب العلمي تعرض مناظرات ومجالس لقراءات الكتب والسجالات الادبية فاليوم بحمد الله تيسرت البحوث والطباعة وبدأت تعنى هذه المجالس بالكتاب ونشره وإصداراته. فقد صدرت عن الندوة أعمال علمية وفكرية وثقافية عدة، ذلك أن رواد هذا الصالون ذوو معارف وعلوم وأفكار متعددة، فقد صدرت عن الندوة عناوين آخرها كتاب "رقاع" وكتاب "فيوض" لتنضاف إلى قائمة من الإصدارات، وقد كرست الندوة تقاليد منها أنه إذا صدر لأحد أعضاء المجلس إصدار جديد يوزع نسخ الاصدار على الحاضرين ثم تعقد لذلك قراءات ونقاشات في الكتاب بما يثري الدراسة والبحث.