"مصطفى" أستاذ بالتعليم الثانوي بقصبة تادلا، يقول إن المؤسسات التعليمية في النيابة حيث يعمل، تنظم بمبادرة منها أنشطة تحسيسية للتلاميذ في مواضيع صحية مثل الأمراض المنقولة جنسيا والتدخين وغير ذلك، هذا إلى جانب بعض الأنشطة الصحية التي تنظم بشراكة مع مندوبية وزارة الصحة بشكل موسمي ومناسباتي وخاصة في اليوم الوطني للصحة المدرسية. الأستاذ "مصطفى" أكد عدم توفر المؤسسة حيث يشتغل على عيادة للتمريض أو صيدلية للدواء، مبرزا أنه حتى إذا كانت إمكانية تزويد المؤسسة التعليمية بالدواء ممكنة فإن المؤسسات التعليمية لا تتوفر على بنيات صالحة لتخزين الدواء والحفاظ عليه من الفساد. وبعد أن أكد على أن التخطيط على المستوى المركزي بعيد عن الواقع المحلي الذي تعيشه المؤسسات التعليمية، قال مصطفى إن المرافق الصحية في وضعية سيئة يرثى لها تجعلها مهجورة من معظم التلاميذ "وهذه سمة غالبية المؤسسات التعليمية باستثناء المؤسسات الجديدة". وفي حال وقوع حادثة في المدرسة يقول "مصطفى" إن الإدارة التعليمية تتصل بالإسعاف لنقل المصاب إلى أقرب مستشفى. أما على مستوى المتابعة النفسية والاجتماعية للتلاميذ يوضح الأستاذ أن النيابة التعليمية بقصبة تادلا أبرمت شراكة مع أحد مراكز الاستماع بدعم مادي أجنبي تم بموجبه تكوين عدد من المتطوعين في مجال الدعم النفسي والاجتماعي حيث يتم تخصيص متطوع أو متطوعة لكل مؤسسة تعليمية للاستماع للتلاميذ وإرشادهم نفسيا واجتماعيا. من جهته، قال (محمد.ب) أستاذ التعليم الابتدائي في منطقة قلعة مكونة، إن القوافل الصحية نادرا ما تصل إلى قلعة مكونة وضواحيها، حيث لا تحل بها سوى في إطار الحملات الوطنية للتلقيح ضد أمراض معينة والتي تهم الوطن ككل، وميز "محمد" بين القافلة الطبية المتكاملة من حيث المجالات التي تختص بها، وبين الحملة الخاصة بالتلقيح المشار إليها سالفا. أما بالنسبة للقوافل الصحية التي وصلت إلى النيابة حيث يشتغل "محمد" فهي تهتم بفحص نظر التلاميذ إلى جانب قيام الاطباء المرافقين بقياس الضغط الدموي ونسبة السكري في الدم. في مدرسة الأستاذ "محمد" لم يسبق للطبيب أن زار التلاميذ، باستثناء الممرض الذي قام بالزيارة في إطار حملة حملة للتحسيس بصحة الفم والأسنان وأيضا حملات التلقيح ضد الحصبة والحميراء وتلقيح الأطفال البالغين خمس سنوات ضد الدفتيريا والكزاز والسعال الديكي. وبخصوص الأمراض التي يلاحظها على التلاميذ، قال "محمد"، "إن أعراض الحميراء تظهر لدى بعض التلاميذ" لكن كيف يتم التعامل مع هذا الوضع؟ يقول الأستاذ محمد إنه يتم إشعار الأسرة التي غالبا ماترافقه إلى طبيب بالمستشفى العمومي، أو طبيب في عيادته الخاصة وكلاهما مختصون في الطب العام. "أما وجود طبيب خاص بالصحة المدرسية فلم نسمع بذلك من قبل" يؤكد الأستاذ بالتعليم الابتدائي. الدفتر الصحي ورغم أهميته في جمع المعطيات الصحية عن التلميذ خلال مشواره الدراسي إلا انه حسب المتحدث "ليس له أي حضور ولا تعار له أية أهمية" ومجرد وثيقة ضمن ملف التلميذ.