قال وزير الصحة الحسين الوردي، اليوم الاثنين 7 أبريل بالرباط، ان المغرب خطى خطوات كبيرة في مجال القضاء على بعض الأمراض الخطيرة المنقولة عبر النواقل. وأوضح الوردي، في كلمة افتتاح ندوة تنظمها الوزارة لمناقشة المخاطر الصحية المرتبطة بالحشرات الناقلة للأمراض، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للصحة، أن المغرب تمكن، بفضل جهود مكثفة واستراتيجيات محكمة، من القضاء على الملاريا المتوطنة منذ سنة 2004، وذلك باعتراف منظمة الصحة العالمية التي منحت المغرب شهادة الخلو من هذا الداء سنة 2010، فضلا عن القضاء على البلهارسيا، حيث لم يتم تسجيل أية حالة متوطنة منذ سنة 2005. وأضاف الوزير أنه رغم النتائج الهامة التي تحققت في هذا المجال، فينبغي تكثيف الجهود للقضاء على بعض الأمراض المنقولة عبر النواقل التي لا تزال متفشية في المغرب، مشيرا إلى أن بعض المدن الصغيرة والأحياء الهامشية للمدن المتوسطة والكبيرة تعاني من ظروف صحية وبيئية غير سليمة تجعلها معرضة لتواجد النواقل وبالتالي ظهور وتفشي الأمراض. وأبرز أن داء اللشمانيا بمختلف أنواعه، وهو مرض تعفني تنقله حشرة من فصيلة الفواصد، ما زال متفشيا في عدة مناطق، مشيرا إلى أن المغرب معرض، كباقي بلدان العالم، للتوسع الجغرافي للأمراض المنقولة بالنواقل، نتيجة التمدن السريع والعشوائي الذي تغيب عنه البنيات التحتية الأساسية، وكذا التغيرات المناخية التي قد تساهم في تكاثر الحشرات الناقلة. وبحسب وثيقة للوزارة، فإن المصالح الصحية كشفت خلال سنة 2013 عن 2564 حالة لداء الليشمانيا الجلدي، و 109 حالة لداء الليشمانيا الحشوي، وأرجعت ظهور هذه الحالات المرضية الى ضعف تجهيزات الصرف الصحي ببعض المناطق التي تعاني من التأخر في البنيات التحتية الأساسية في مجال معالجة مياه الصرف الصحي وجمع النفايات المنزلية وضعف الوعي الجماعي بنظافة المجال السكني والمحيط البيئي. يذكر أن النواقل كائنات حية تنقل مسببات الأمراض البكتيرية أو الفيروسية أو الطفيلية من الشخص أو الحيوان المصاب إلى آخر. وتنتشر هذه الأمراض في المناطق والأماكن الاستوائية وشبه الاستوائية حيث يصعب الوصول إلى نظم مياه الشرب والصرف الصحي الآمنة. وتعتبر الملاريا أكثر هذه الأمراض فتكا إذ تسببت سنة 2012 في وقوع حوالي 627 ألف وفاة عبر العالم.