قال الدكتور طارق عبد الله، عن معهد دراسات العالم الإسلامي بجامعة زايد بالإمارات العربية المتحدة، إن التجربة الوقفية الغربية قدمت نماذج عملية عن تطبيق المسؤولية الاجتماعية للاستثمار، مشيرا في حديث ل"التجديد"، إلى أن تجربة الولاياتالمتحدةالأمريكية في تطوير الأوقاف داخل المجالات التعليمية، تعد نموذجا متفردا يستوجب التوقف عنده ورصد أهم ملامحه. ويرى الأكاديمي طارق عبد الله، أن المؤسسات الوقفية الأمريكية، وفي مقدمتها جامعة هارفارد، عملت على إذكاء روح التنافس في ما بينها، حول تحقيق عدة مؤشرات كمية ونوعية. وفي سياق متصل، كشفت دراسة للباحث الرئيسي للمشروع البحثي «المنتجات الوقفية التعليمية»، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، عن صور الوقف الحديث على الجامعات، مبينا أن اهتمام الغرب بهذا النوع من الوقف أخذ يتزايد مع تراجع اهتمام المسلمين بذلك، مع أنهم أصحاب السبق، مشيرا إلى أن 90 بالمائة من الجامعات الغربية تدعم كليا أو جزئيا بأموال الوقف. ويبلغ حجم الوقف في مؤسسات التعليم العالي في أميركا 118.6 مليار دولار، ويبلغ في جامعة كيوتو فقط في اليابان 2.1 مليار دولار، بينما يبلغ وقف الجامعات الكندية 5 مليارات دولار، في الوقت الذي يبلغ فيه الوقف فقط في 10 جامعات بريطانية 30 مليار دولار. ويغطي العائد من الأوقاف في مجال التعليم بالولاياتالمتحدةالأمريكية، ثلث نفقات تشغيل الجامعة، أي أكثر من 1.1 مليار دولار، ويتم توزيع العائد من الأوقاف على مساعدة مالية للطلاب، ودفع رواتب أعضاء هيئة التدريس، وصيانة المرافق. أما وقف جامعة هارفارد فقد تأسس في شتنبر 1636، ثم سميت كلية هارفارد في 13 مارس 1639، ثم أصبحت جامعة هارفارد سنة 1780، وسميت باسم جون هارفارد، وهو قس مهاجر من إنجلترا، لم يكن له وريث، أوقف كل ثروته ومكتبته التي تشمل 400 مجلد لكلية هارفارد الجديدة، وفي عام 1870 تحولت إلى جامعة خاصة تعتمد على الأوقاف الخاصة، ووصلت أصول الأوقاف إلى 34.9 مليار دولار، مكونة من 11 ألف وقف. وإضافة إلى التبرعات من الداخل الأمريكي، استطاعت الجامعات الأمريكية أن تمول العديد من الكراسي العلمية من واقفين أجانب، لإنشاء العديد من الكراسي ذات العلاقة بالإسلام.