اعتبر عبد الحميد أمين رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن اعتقاله كان الهدف منه التعبير عن "نرفزة" السلطات، ومحاولة منها لوضع حد للوقفات الاحتجاجية المساندة للشعب العراقي، وكذا إرهاب المشاركين في هذه الوقفات. وقال المناضل الحقوقي في اتصال ل "التجديد": "إن قضية الاعتقال مسألة قمعية" مؤكدا في الوقت ذاته استمرار الوقفات الاحتجاجية التضامنية مع الشعب العراقي، وهو ما شدد عليه عبد اللع البقالي عن لجنة مبادرة دعم الشعب العراقي بجهة الرباط. وكشف عبد الحميد أمين أن الشرطة حاولت تزييف الوقائع خلال استنطاقه، مظهرة أن الاعتقال كان في حالة تلبس، وهو ما فنده المناضل أمين بكون اعتقاله جاء أربع ساعات بعد الوقفة التي نظمتها مبادرة دعم الشعب العراقي بشارع محمد الخامس يوم الجمعة 21 مارس الجاري، وأنه هو الذي ذهب إلى مركز لاشرطة للاستفسار عن "فوزي الأشهب" عضو مكتب الجمعية بالرباط الذي اعتقل بدوره لأول الأمر من منزله بواسطة رجال أمن بزي مدني، وهو ما أكده عبد الله البقالي. وحول المؤاخذات الموجهة إليه من قبل الشرطة أوضح عبد الحميد أمين أنه تم تسجيل ثلاثة مآخذ، منها أن الوقفة غير شرعية، على اعتبار أنه لم يكن هناك تصريح بالوقفة، والمأخذ الثاني هو أن الجهة الداعية للوقفة الاحتجاجية (مبادرة دعم الشعب العراقي بجهة الرباط) غير شرعية، لكونها لا تتوفر على تصريح بالوجود، ثم المأخذ الثالث هو أن بعض الشعارات المرفوعة مست بالمقدسات. وفي رده على هذه المآخذ ذكر "أمين" أن الوقفات مباحة من قبل القانون، وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم القيام فيها بوقفات سلمية حضارية، خصوصا بعد الوقفة التي نظمتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ما بين 9و10 دجنبر 2000، والتي فصل فيها القضاء حيث تمت تبرئة ساحة 36 من المعتقلين. بخصوص الجهة الداعية للوقفة قال المناضل الحقوقي: "إن مبادرة دعم الشعب العراقي لجهة الرباط تتكون من العديد من الهيئات الشبيبية والحقوقية والمجتمعية، وكلها هيئات شرعية، كما أن السلطة سبق أن تعاملت مع المبادرة حينما رخصت لها بلاقيام بمسيرة بالرباط". وعن الشعارات المرفوعة ذكر "أمين" أن الهيئات المسؤولة دائما تحرض على رفع شعارات مشروعة ومسؤولة، وهدفها التضامن مع الشعب العراقي، وإدانة العدواني الإمبريالي الأمريكي، وقال للشرطة "إذا كانت بعض الشعارات التي تكون قد رفعت وتعتبرونها تمس بالمقدسات، فنحن لم نرفع هذه الشعارات، ثانيا لم نسمع أي أحد رفع هذه الشعارات. وقال أمين لم أوقع على محضر الشرطة". وتفاجأ عبد الله البقالي بهذا الاعتقال الذي لم يجد له أى مبرر، واعتبر قرار الاعتقال كيفما كانت دواعيه تعسفيا وجائرا وظالما، واستنكر هذا الفعل بشدة وندد به. ومن جهتها تلقت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان باندهاش كبير خبر اعتقال عبد الحميد أمين. واستنكرت المنظمة بشدة هذا الاعتداء على حرية رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. وبدورها استنكرت الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي الاعتقال التعسفي لرئيسها الشرفي. يشار إلى أن المناضل عبد الحميد أمين مكث في الاعتقال ملمدة 13 ساعة (من الساعة 11و30 دقيقة ليلة السبت /الأحد إلى الساعة 12 و30 دقيقة بعد زوال السبت 22 مارس). عبد الغني بوضرة محمد أفزاز