كشف "تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات لسنة 2013"، أن معدل الوفيات على الصعيد العالمي ذات الصلة بالمخدرات تبلغ نسبة تتراوح بين 0.5 بالمائة و1.3 بالمائة من الوفيات الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عاما، وتشير التقديرات إلى حدوث 211 ألف حالة وفاة سنويا، بالإضافة إلى أن التقديرات تشير إلى أن 1.6 مليون من أصل 14 مليونا من متعاطي المخدرات بالحقن في العالم، مصابون بفيروس نقص المناعة البشرية، وإلى أن 7.2 ملايين من متعاطي المخدرات بالحقن مصابون بالتهاب الكبد الفيروسي من نوع "جيم"، إضافة إلى 102 مليون شخص مصابون بالتهاب الكبد الفيروسي من النوع "باء". وتفيد منظمة الصحة العالمية بأن أكثر من 12 مليون شخص على مستوى العالم سيشخص لديهم السرطان هذا العام، سوف يموت منهم حوالي ثمانية ملايين. وأكد التقرير أن "زيارات" متعاطي المخدرات إلى المستشفيات تكلف تكاليف باهظة يتكبدها المجتمع، وأظهرت الدراسات أن كل دولار ينفق على برامج الوقاية الجديدة يمكن أن يوفر على الحكومات ما قد يبلغ 10 دولارات في تكاليف لاحقة. تأثير المخدرات في فئات معينة ونبه التقرير إلى أن تعاطي المخدرات تسبب في إلحاق قدر كبير من الأذى بأكثر الفئات استضعافا، أي الأطفال الذي تنص اتفاقية حقوق الطفل على حقهم في الحماية من تعاطي المخدرات، ويكشف التقرير أن التعرض للمخدرات قبل الولادة يؤدي إلى حدوث اضطرابات عاطفية ونفسية بل حتى الموت، موضحا أن الأطفال المعرضون للمخدرات –سواء باستهلاكها فعلا أو بالعيش في بيئة يوجد فيها متعاطون للمخدرات- قد يتعرضون أكثر من غيرهم لمخاطر الإيذاء البدني والجنسي، وقد يكونون عرضة للمعاناة من القلق والاكتئاب، ولديهم مشاكل في التعلم والانتباه الذهني، وقد يرتكبون أفعالا تجعلهم من الجانحين، ويتورطون في عالم الجريمة والمخدرات. كما يتسبب بإلحاق أضرار بفئات أخرى كالنساء حيث أكد التقرير أن النساء أشد تضررا بعواقب معينة من جراء تعاطي للمخدرات، ومن ذلك الأمراض المنقولة جنسيا، وعواقب العنف المنزلي، والجرائم التي تسهل المخدرات ارتكابها. كما يتضرر ذوو الدخل المنخفض باعتبار أنه هذه الفئة تلجأ إلى تعاطي المخدرات كوسيلة للتخفيف من الإجهاد المقترن بالفقر، ومن الضغوط الاجتماعية المزمنة، وغيرها من الظروف الصعبة. المخدرات وارتفاع نسب الجرائم لاحظ التقرير ال"45" الذي تصدره الهيئة منذ إنشاءها عام 1968، ارتفاع الجرائم المرتكبة على يد أشخاص واقعين تحت تأثير المخدرات، حتى يتمكنوا من الإنفاق على احتياجاتهم المتعلقة بإدمانهم، كما لاحظ أن الجرائم تشكل جزءا من العنف بين الجماعات الإجرامية المنظمة الضالعة في الاتجار بالمخدرات، على نحو ما تشهده أمريكا الوسطى، وكذلك أيضا في كل قارة من القارات. وأوضح التقرير أن تكاليف منع الجريمة الناتجة من تعاطي المخدرات تتعلق بالأعباء الملقاة على عاتق أجهزة إنفاذ القانون والقضاء، إضافة إلى ازدياد معدلات إيقاع عقوبة السجن نتيجة للسلوك المتصل بتعاطي المخدرات، وتشير الدراسات إلى أن إجمالي تكاليف ثلاثة أنواع أساسا من الجرائم التي تقترن عادة بتعاطي المخدرات هي تكاليف عالية. إضافة إلى الفساد المتصل بالمخدرات والذي يضعف نظم الحكامة، وانتقال الأمراض المعدية من خلال تعاطي المخدرات بالحقن، وخسائر الإنتاجية عندما لا يقدر الناس على مزاولة عملهم وهم تحت تأثير المخدرات وأثناء خضوعهم للعلاج أو وجودهم خلف قضبان السجن. التأثير على السلامة العامة والبيئة أفاد التقرير أن تعاطي المخدرات يؤثر على الإدراك الحسي والانتباه والإدراك المعرفي والتنسيق وزمن رد الفعل، وأن القنب هو أكثر المخدرات غير المشروعة انتشارا الذي كُشف عنه لدى كثيرين ممن يسوقون السيارات. وكشف التقرير أن لتعاطي المخدرات عواقب بيئية أيضا؛ إذ تؤدي زراعة شجيرة الكوكا وخشخاش الأفيون على نحو غير مشروع إلى إزالة الغابات وفقدان التنوع الإحيائي، فضلا عن فقدان الأراضي الزراعية التي لولا ذلك لكانت استخدمت في الإنتاج الزراعي. ويمكن أن ينجم التلوث البيئي عن الكيمياويات السليفة المستعملة في عملية الصنع غير المشروع وعن المواد ذاتها.