أغلقت السلطات الموريتانية جمعية "المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم" التي يرأسها الشيخ محمد الحسن ولد الددو. واستنكرت جمعية المستقبل إقدام السلطات على إغلاق مقراتها، معتبرة إياه استهدافا لصرح دعوي وثقافي يربي الشباب على حب الدين وخدمة الوطن. وأدانت مجموعة من الأحزاب من بينها حزب التجديد الديمقراطي وحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية قرار المنع الذي تعرضت له الجمعية دون مبرر قانوني واصفين الجمعية بأنها "تمثل أهم صرح دعوي وثقافي وتربوي في موريتانيا"، وأنها ذات "دور بارز ومشهود في نشر تعاليم الإسلام وتقديم الخدمات الأساسية للمجتمع". واستنكر حزب التجمع الوطني للإصلاح و التنمية "تواصل " قرار النظام حل جمعية المستقبل للدعوة و الثقافة والتعليم وإغلاق معهد تعليم البنات و مركز النور الصحي و مدارس الأطلسي الخاصة بحجج قال إنها واهية لا تعززها البينة و الدليل و يغيب فيها أي دور للقضاء. واعتبر الحزب في بيان صادر عنه أن تضييق مجال الحريات من خلال اعتقال مناضلى الأحزاب وقمع المتظاهرين السلميين وحل جمعيات المجتمع المدني من شأنه أن يزيد الأزمة السياسية و الاجتماعية في البلد استفحالا وليس الطريق الأمثل للخروج من النفق. واستغرب محمد الحمداوي رئيس منتدى الوسطية بغرب إفريقيا قرار إغلاق جمعية "المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم" التي يرأس مجلس إدارتها الشيخ محمد الحسن ولد الددو، ودعا إلى التراجع عن القرار وتغليب منطق التفاهم على المغالبة. وقال إن الجمعية معروفة منذ تأسيسيها بوسطيتها ولها مكانة في النسيج الدعوي الموريتاني، وأن مقرراتها وأعضائها يعملون بوضوح تام وأهدافهم وتوجهاتهم معلنة ومعروفة. وأوضح الحمداوي في تصريح ل"التجديد"، أن الجمعية وراء مبادرة تأسيس منتدى الوسطية في غرب إفريقيا، وتتبنى منطق التعاون على الخير مع الغير، وقامت بمجهود تواصلي لاستدعاء عدد من الجمعيات الرسمية بكل من مالي والكوت ديفوار للمنتدى، مبرزا أنها كانت هي الجهة التي حرصت على الالتقاء مع جهات وجماعات أخرى كدليل على انفتاحها وعدم تعصبها لتيار واحد، حيث "نظمت لنا لقاءات مع فعاليات أخرى وفرق صوفية بما في ذلك زيارة مركز الزاوية التيجانية"، يضيف المتحدث. وأكد الحمداوي أن الجمعية منفتحة وبعيدة عن كل تحزب، وأن رئيسها الشيخ العلامة ولد الددو معروف بالدفاع على فكر الوسطية وسبق أن قاد حوارات مع جماعات إسلامية متطرفة كالجماعة الإسلامية في ليبيا، ولا يتوانى عن ترشيد التدين ونشر فكر الاعتدال بعيدا عن كل تشدد وغلو. وأشار إلى أن الأمين العام للجمعية محمد محمود ولد سيدي انتخب في الانتخابات الأخيرة نائبا برلمانيا عن حزب تواصل الذي اختار المشاركة من داخل المؤسسات لما يساهم هذا الفكر في الاستقرار الذي تحتاجه موريتانيا. وعبر الحمداوي عن أمله في تغلب السلطات الموريتانية منطق الحكمة بعيدا عن التوثرات والإقصاء.