أعرب جلالة الملك محمد السادس لسكان مدينة وجدة عن تأثره البالغ لما لمسه لديهم من حفاوة وولاء، ومن خصال الإباء والغيرة الوطنية، التي جعلت من هذه المنطقة، الدرع الواقي لحوزة الدولة المغربية، عبر تاريخها المجيد. وقال جلالته في خطابه ليوم أمس (الثلاثاء) لساكنة المنطقة الشرقية " لقد أتاح لنا الوقوف الميداني على أحوالكم، أن نلمس عن قرب حاجياتكم الملحة، وانشغالاتكم الحقيقية، التي هي من صميم انشغالاتنا، وموضوع عنايتنا الفائقة" مؤكدا اتخاذ قرارتنمية الجهة الشرقية، مرتكزة على محاور أربعة تهدف إلى تحفيز الاستثمار والمقاولات الصغرى والمتوسطة للشباب، وتزويد الجهة بالتجهيزات الأساسية، وإعطاء الأولوية لمشاريع اقتصادية هامة، فضلا عن النهوض بالتربية والتأهيل وتفعيل التضامن، معتمدا آليات للتمويل والمتابعة والتقييم، في التفعيل الملموس للمبادرة. وخصص جلالته ثلاثين مليارا من السنتيمات تضاف إليها مساهمات عدة مؤسسات، لتمويل مشاريع المقاولات، وضمان القروض الممنوحة لها، على أن يقوم المركز الجهوي للاستثمار بمهمة الإشراف على هذه العملية.موجها الحكومة في إطار هذه المبادرة، لتجعل ضمن أولوياتها إنجاز البنيات الأساسية التحتية الضرورية للجهة، كالطريق السيار بين فاسووجدة عبر تازة والسكة الحديدية بين تاوريرت والناضور مع الإسراع بإنجاز الطريق الساحلي الشمالي وتوسيع وإصلاح الطريق الرابط بين الناظورووجدة وفكيك. وقرر جلالة الملك إحداث منطقة حرة بالناظور، تضم إلى جانب الميناء مناطق اقتصادية وتجارية وصناعية وسياحية، مستهدفا من هذا المشروع الهام فتح بوابة متوسطية أمام تنمية الجهة الشرقية، فضلا عن إسهامها في النهوض بالاقتصاد الوطني وتعزيزها للمركب الضخم لطنجة المتوسط جاعلا من المنطقة رافعة قوية للإقلاع التنموي الوطني، وللشراكة الاقتصادية، والتفاعل الحضاري. وأكد جلالته على العمل الجاد والاحترافي لجلب الاستثمار الوطني والأجنبي. وتأهيلا للموارد البشرية اللازمة للتنمية الجهوية، قررإحداث كلية للطب ذات مركز استشفائي جامعي، تعزيزا للمؤسسات الجامعية ومعاهد التكوين بهذه الناحية، مستهدفا من كل هذه البرامج الطموحة، تكريس الدور الريادي لمدينة وجدة العريقة، كعاصمة للجهة الشرقية. ودعا جلالة الملك مواطني المنطقة بالتشبث بقيم التكافل حاثا القوى الحية لهذه الجهة، على بذل المزيد من العناية للنهوض بالمنطقة، والانخراط في المجهود الجماعي التنموي والتضامني، لمحاربة الفقر والتهميش، وكل نوازع التطرف، التي لا مكان لها في مجتمعنا المتميز بأصالته وانفتاحه الحضاري وقال"إننا لنعول عليكم لجعل هذه المبادرة بمثابة التزام مشترك بيننا، حتى تتبوأ هذه المنطقة المكانة المرموقة، التي نريدها لها، كقطب محوري مغاربي، وجسر متين لحسن الجوار، والأخوة الصادقة مع الشعب الجزائري الشقيق، الذي نتمنى له كل الخير، لما يجمعنا وإياه من روابط التاريخ، وتحديات الحاضر ، وتطلعات المستقبل. وإننا لعازمون من خلال هذه المشاريع الطموحة على أن نوفر لوطننا العزيز المزيد من أسباب القوة والمناعة، التي يجب أن تظل شغلنا الشاغل، في عالم مشحون بشتى المخاطر والتحولات وتلكم سبيلنا القويم الى المضي قدما في البناء الجماعي لمغرب موحد ، متقدم وديمقراطي ومتضامن، وأكثر قدرة على رفع كل التحديات". وكان جلالته قد بدأجولته للمنطقة الشرقية الإثنين الماضي أعطى فيها انطلاقة مجموعة من الأشغال التنموية. عبد الغني بوضرة