قال سعد الدين العثماني إن الجهوية الموسعة ليست مجرد حل إداري فحسب بل هي نموذج جديد للتنمية، سيمكن من تدارك الإختلالات التي أنتجتها النماذج التنموية القديمة. كما اعتبر العثماني، خلال لقاء تواصلي له مع ساكنة مدينة الداخلة يوم السبت فاتح مارس 2014 حول "الجهوية الموسعة و آفاق التنمية"، أن الجهوية الموسعة هي أكبر من مجرد حل لمشكل الصحراء بل هو مشروع سيمكن من تدارك النقص الحاصل في مجال التنمية والموارد، و محاربة الهشاشة و التهميش و الإقصاء الذي تعيشه العديد من المناطق بالمغرب و ذلك نتيجة لعوامل مختلفة جعلتها لا تحظى بنصيبها من فرص التنمية على غرار مناطق أخرى. و أضاف رئيس الديبلوماسية المغربية السابق، خلال نفس الندوة الجهوية التي نظمها حزب العدالة والتنمية بجهة وادي الذهب لكويرة، و التي استعرض فيها الخطوط العريضة لمشروع الجهوية الموسعة و أسسها القانونية والتنموية؛ أنه قد آن الأوان لكي تبرز نخب سياسية محلية تستطيع تحمل مسؤولياتها وتقول كلمتها، منوها بالنموذج الجديد لتنمية الأقاليم الجنوبية و مؤكدا أن الجهوية المتقدمة هي في حد ذاتها خطوة نحو الإصلاح. و في معرض كلامه عن مواصفات النخب القادرة على تنزيل ورش الجهوية الموسعة قال العثماني أن "العينة الناخبة كلما توسعت فإن تأثير الطبقة الفاسدة في المجتمع يكون أقل" مشددا على وجوب إفراز نخب محلية تفكر في صالح المنطقة التي تعاني من خصاص في النخب المحلية. ونفى سعد الدين العثماني أن يكون هناك تردد في تنزيل ورش الجهوية الموسعة على اعتبار أن الخطاب الملكي حسم في هذا الأمر وجعل من الجهوية مشروعا جديا وتحقيقه هي مسألة وقت فقط رغم وجود إشكاليات. وفي مقارنة بين الجهوية المتقدمة وبين الحكم الذاتي اعتبر القيادي في حزب المصباح أن تطبيق الجهوية المتقدمة هو السرعة الأولى التي تسمح بالمرور للسرعة الثانية التي هي الحكم الذاتي، في إشارة إلى أن تطبيق الأول سوف يسهل تطبيق الثاني، مضيفا أن تطبيقهما حتى إن لم يحل المشكل القائم نهائيا فإنه سوف يساهم في حل إشكاليات المرحلة. من جهة أخرى دعا العثماني، مناضلي شبيبة المصباح وكذا أعضاء حزبه، لتكثيف التواصل مع كل الأحزاب السياسية، لأن بهذا التواصل تتحقق مصلحة الوطن، ولكون المغاربة "كلهم خوت وخاصهم يبقاو خوت". كلام رئيس المجلس الوطني لحزب البيجيدي، جاء ردا على الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، الذي هدد أعضاء حزبه بالطرد الفوري إذا قاموا بالاتصال والتواصل مع مناضلي حزب المصباح. وفي نفس السياق، طالب العثماني في كلمته خلال افتتاح الملتقى الجهوي الأول لشبيبة حزبه بالداخلة، إلى الارتقاء بالممارسة السياسية لتصبح ممارسة ناضجة ووطنية ومتخلقة، لأنه بالأخلاق والقيم يبنى صرح الوطن. وأكد العثماني في معرض مداخلته، على صوابية ونجاح توجه حزب العدالة والتنمية في العمل السياسي، والمبني على الثوابت الوطنية أولا، ثم التكوين السياسي والأخلاق والقيم والشفافية. إثر ذلك، وجه العثماني خطابه للشباب، مطالبا إياهم بالاستمرار على روح الدكتور عبد الكريم الخطيب، الذي قال عنه بأنه أسدى خدمات جمة وجليلة لهذا الوطن، وداعيا أيضا القوى الحية للتعاون، لوضع المغرب على السكة الحقيقية للديموقراطية، معلنا أن حزب العدالة والتنمية يمد يده للجميع للتعاون من أجل مصلحة البلد.