أكد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، الدكتور عزيز دويك، أن خطة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تحمل في طياتها "شطب القضية الفلسطينية بشكل كامل، لا سيما حق العودة". وأضاف دويك في تصريحات صحفية الأربعاء (5|2)، "كان الأولى أن يأتي السياسيون إلى المجلس التشريعي ليخاطبوا نوابه عن تلك الخطة وما تتضمنه، وأين هي مصالح الشعب الفلسطيني فيها". واستدرك دويك، وهو حاصل على درجة البروفيسور في الجغرافيا، "نحن أمام ظرف خاص جداً بعيد عن كل الأعراف وما يجب أن نتفاهم عليه في هذا المجال". وخاطب الدويك الفريق المفاوض بالسلطة، قائلاً: "آن الأوان لعقد جلسة للمجلس التشريعي من أجل مناقشة خطة كيري لمصارحة الشعب الفلسطيني ودعوته للاستفتاء حتى يقول كلمته قبيل أن يعطى للخطة أي قرار". وقال إن خطة كيري ستعمل على "تمزق أوصار الضفة الغربية، وتقسم مدينة القدس وفق إدعاء أنها ستكون عاصمة للدولة الفلسطينية في إطار القدس الموحدة تحت سيادة الاحتلال الإسرائيلي"، وفقاً لتصريحاته. ورجح الدويك أن يقام، "وفقاً للخطة"، ممر بين بلدة أبو ديس نحو البلدة القديمة في القدس، وبالذات لباحات المسجد الأقصى، متابعاً: "خطة كيري في الحقيقة هي شطب للقضية في كل مجال". ورأى الدويك أن الخرائط المرافقة لخطة كيري تحول أرض فلسطين إلى "أقل من ثلث ما يمكن أن يستعيده الشعب الفلسطيني"، مشيراً إلى أن الخطة تتضمن إبقاء المستوطنات الكبرى ضمن السيادة الإسرائيلية. ولفت النظر إلى أن الخطة ستبقي كلاً من مستوطنات القدس والخليل ونابلس، "مستوطنات الشمال والوسط والجنوب"، والتي ستعمل على عزل "الكيانات الفلسطينية" فيما بينها، وبالتالي مفهوم الدولة القابلة للحياة المتواصلة جغرافياً وديموغرافياً، ستقوم هذه الخطة بشطبه بالكامل، وهذه الخطة أمنية بامتياز تعمل لصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي". وأوضح أن جون كيري يريد أن يمرر خطته وفق قاعدة "إما أن تقبل أو تُرفَضْ"، وأنها خطة تقوم بالقضاء على ما نص عليه الدستور الفلسطيني بأن تكون القدس عاصمة الدولة وعلى أحلام شعبنا بالعودة. واستطرد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني: "ثم ستقوم هذه الخطة بتقديم وعودات للفلسطينيين بتقديم أمول بالمليارات، كما حدث في مؤتمر شرم الشيخ، ولكن الشعب لم يرى سوى الفتات، ويبقى المشردين خارج أوطانهم". وحذر من التساوق مع خطة كيري بأي صورة من الصور "لأنها تحوي بنوداً خطيرة جداً على مستقبل القضية الفلسطينية"، مبيناً أن "الاحتلال يعرف جيداً ما يريده وهو من أملى على كيري الخطة، ليحولها لخطة أمنية تخدم الكيان ومشروعه الاستيطاني". وأشار الدويك إلى أن دولة الاحتلال أنشأت خططها في السنوات الأخيرة على أساس "كسب الوقت لبناء المزيد من المستوطنات وفرض الأمر الواقع على الأرض من خلال إستمرار المفاوضات". وختم القيادي الفلسطيني بالقول: "المفاوضات منذ أوسلو وبعدها أدخلت القضية الفلسطينية في نفق مظلم، وها نحن اليوم ندخل من جديد في ذات النفق ونحصد ثمار مسار متعثر لا يمكن أن يؤدي بالقضية الفلسطينية إلى نجاح أو فلاح"، على حد تعبيره.