عبر ائتلاف مكون من 40 منشأة اقتصادية أمريكية عملاقة عن دعمه لاتفاقية التجارة الحرة التي يزمع المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية عقدها في نهاية هذه السنة. وقد دعا هذا التحالف، من خلال رسالة رفعها إلى ممثل التجارة الخارجية روبرت زوليك، "إلى ضرورة التفاوض وإتمام هذه الاتفاقية مع المغرب،لأنها، يقول التحالف، ستخدم مصالحنا الاقتصادية والتجارية". وأضاف الائتلاف في الرسالة ذاتها، أن "الولاياتالمتحدةالأمريكية ومن المنظور الاقتصادي والتجاري ستدر على نفسها ربحا كبيرا من اتفاقية التبادل الحر مع المغرب. وذكر الائتلاف أن " المغرب في وضع قيادي داخل منظمة التجارة العالمية من خلال دوره الرئاسي في مجموعة ال77 والمجموعة الإفريقية لمنظمة التجارة العالمية، وأن الاتفاقية المذكورة سترفع من مستوى التعامل وستفتح فرصا تجارية جديدة أمام المصدرين والمزارعين والمستثمرين الأمريكيين، وستمكن، دائما حسب، الائتلاف المذكور سالفا، من توسيع ارتباطات تجارية واستثمارية. وأكد الائتلاف أن الشركات الأمريكية وجدت في المغرب سوقا مهمة بمناخ استثماري مضياف. من جهة أخرى أوضح الائتلاف أنه يتوجب على أمريكا بناء علاقات مع الدول الصديقة والحليفة في العالم الإسلامي، وكذا دعم الاستقرار في دول إسلامية معتدلة كالمغرب، في وقت تكبر فيه حالة اللا اطمئنان واحتمالات الخسارة داخليا وخارجيا. واعتبر ائتلاف الشركات المذكورة أن اتفاقية التجارة الحرة " ستكون آلية لتحقيق علاقات اقتصادية متقاربة، مما سيساعد الولاياتالمتحدة على إرساء قواعد وجودها بالمنطقة". وجدير ذكره أن الائتلاف المذكور يضم مجموعة AOL Time Warner المندمجة من شركتي America Online وشركة Time Warner. والمجموعة من أضخم مجموعات الإعلام في العالم، تنشط في الأفلام والتلفزيون والدعاية والموسيقى و الإنترنت. كما يضم التحالف شركة Caterpillar المعروفة اختصارا بCAT ، والمتخصصة في صناعة المحركات والتجهيزات الثقيلة، بالإضافة إلى شركة Boeing للطيران، و Pfizer للأدوية، وCMS Energy المتخصصة في توزيع الطاقة الكهربائية والغاز الطبيعي، وشركة Merk المتخصصة في البناء وديكور البناء، وشركة Philip Morris المنتجة والمسوقة لمواد استهلاكية، ومجموعة Federal Express المعروف اختصارا ب FedEx المتخصصة في النقل والتوزيع. يشار إلى أن وزير الخارجية الفرنسي كان حذر، خلال زيارة له للمغرب، من خطورة توقيع اتفاقية تبادل حر مع الولايات على العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، واصفا هذا المسعى بغير المنسجم. فيما حذر هنري رينه، أستاذ "الاقتصاد المتوسطي العالم العربي" بجامعة Pau بفرنسا، المغرب من الاستمرار في مفاوضاته مع الولايات في أفق التوقيع على اتفاقية التبادل الحر بين الطرفين سنة 2003، مبرزا خطورة توقيع مثل هذه الاتفاقية على مستقبل العلاقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وذلك في يوم دراسي حول "اتفاقية التبادل الحر بين المغرب والولاياتالمتحدة" نظمه فريق الاتحاد الاشتراكي أخيرا. تجدر الإشارة إلى أن المكسيك التي دخلت مع الولاياتالمتحدة في اتفاقية مماثلة تواجه مشاكل عديدة مع الولايات في أثناء دخولها في الاتفاق معها، إذ لم تستطع خلال التسعينيات أن تحمي ثلث مليون من المكسيكيين من الصعوبات التي أحذقت بهم، فضلا عن أن ولوج منتوجات الولاياتالمتحدة أسواق المكسيك ابتداء من هذه السنة ستكون له عواقب وخيمة على الفلاحة المحلية. وما تزال مختلف الجهات المغربية المعنية بالاتفاقية متخوفة من التقدم بعيدا في مفوضات تسريع التوقيع على الاتفاقية. ع. الهرتازي