انضافت إلى حالات الوفيات بلسعات العقارب الأسبوع المنصرم، طفل لا يتعدى سنه عامين إثر تعرضه للسعة عقرب بدوار تابع لجماعة دار الشافعي، حيث فارق الحياة بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات، والطفلة "فاطمة بياض" ذات 10 سنوات، والمنحدرة من دوار الصخيرة جماعة بني كلة بعد لدغة عقرب في ظل غياب أبسط العلاجات بكل من مستشفى وزان والقنيطرة كما أكد المكتب الإقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان. ويسجل المغرب حسب المعطيات المتوفرة سنويا 30 ألف حالة إصابة ناجمة عن لسعات العقارب 10 في المائة منها تؤدي إلى تسممات تستوجب التكفل داخل مصالح الإنعاش بالمستشفيات، وكشف نفس المعطيات تسجيل 2900 حالة تسمم خلال هده السنة والى حدود منتصف الشهر الماضي، وأن لسعات العقارب لازالت تحتل المرتبة الأولى من مجموع التسممات بنسبة تفوق 30 في المائة وخاصة لدى الأطفال اقل من 15 سنة الذين غالبا ما يكون مصيرهم الوفاة حيث إن معدل الوفيات وصل إلى 3 في الألف. ويؤكد عبد الواحد البرهيشي صيدلاني ورئيس الائتلاف الجهوي لصيادلة العدالة والتنمية بسوس في تصريح ل"التجديد"، بأن الوزارة المختصة تفتقر إلى سياسية واضحة للوقاية من آفات لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، كما هو معمول به في دول تعرف نفس الوضعية، مضيفا أن مجموعة من المرضى خصوصا الأطفال يموتون في الطريق اثناء نقلهم من مستعجلات مستشفى إلى مستعجلات مستشفى آخر. ويردف البرهيشي أن الأصل أن لسعات العقارب غير مميتة بالنسبة للشباب والكبار، لذلك لا تستدعي المعالجة بالأمصال، لكنها تفتك بالصغار وتعتبر حالة مستعجلة إذا لم تقدم لهم إسعافات أولية تعمل على تخفيض درجات الحرارة من أكثر من 40 درجة إلى معدلها الطبيعي وبحقن المصاب بمخدر يعمل على إزالة الألم وإزالة التقرحات، ويقترح البرهيشي ضرورة التوعية في المراكز الصحية خصوصا بالمناطق التي تكثر فيها اللسعات، وإصدار برتوكول للأطباء بطريقة واضحة لكيفية التعامل مع هذه الحالات، وتقديم الإسعافات الأولية في أقل من ساعة من التعرض للسعة العقرب أو لدغة الأفعى. ويقول البرهيشي كنا نبيع أدوية معالجة لذعات الأفاعي في التسعينيات لكن الآن كل لدغة أفعى تحتاج إلى دراسة لإيجاد الدواء المناسب لكل حالة وهذا المجال فيه صعوبات. وتقدم الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة في تقريرها مجموعة من النصائح للمصابين أهمها المسارعة إلى المستشفى، والامتناع على الأكل والشرب قبل الحصول علي المشورة الطبية المتخصصة، وعدم القيام بأية أنشطة تتطلب القوة الجسدية، وعدم إزالة الرباط الضاغط قبل تلقي العناية الطبية حتى لا ينتشر السم بباقي أعضاء الجسم، علاوة على عدم استخراج الدم الملوث بالسم عن طريق الفم وبخاصة إذا كان في الفم أي جرح أو التهاب لثة.