أكد أحمد المطيلي، الأخصائي النفسي أن التأثير الذي تحدثه المادة المخدرة في الجهاز العصبي المركزي بحيث يتأثر الإدراك والإحساس والتمييز نستطيع أن نجزم بأن احتمال ارتكاب المدمن للجريمة أمر وارد إذا ما تظافرت بعض العوامل الشخصية والاجتماعية للمدمن مع عنصر التعاطي للمخدرات، موضحا أنه لا يمكن الربط بين الإدمان والجريمة ربطا سببيا محكما بسبب أن للجريمة أسباب ومسببات قد يكون الإدمان سبيلا مفضيا إليها وليس السبيل الوحيد. كيف يمكن للأهالي أو المهتمين معرفة أن ابنهم بدأ يدمن؟ ما هي التغييرات التي تظهر على الشخص؟ ❍ ثمة علامات عضوية وسلوكية تظهر على المدمن بحسب نوع المخدر الذي يتعاطاه، ومن هذه العلامات أذكر: - التغير المفاجي في سلوك المدمن، الميل إلى العزلة والانطواء، إهمال الهندام وعدم الاهتمام بالمظهر الخارجي، تقلب في المزاج بين الغضب والفرح والخمول والنشوة، إضطراب النوم المتمثل في السهر ليلا والنوم نهارا، إحمرار العينين وسيلان الأنف، التأثير في الضغط الدموي خفظا ورفعا ... وثمة أعراض أخرى تتمثل في تناقص كبير في الوزن أو الزيادة فيه، وفقدان الشهية للطعام، وارتعاش الأطراف، وتناقص الرغبة الجنسية. وفي أحيان أخرى يستشعر المدمن إحساسا وهميا بالقوة والعظمة، وتظهر لديه هلاوس أو هذيانات شبيهة بما نجده لدى بعض المرضى العقليين، أو مراودة المدمن أفكار انتحارية. ويمكن كذلك إجراء تحاليل طبية للدم والبول لتعقب آثار المخدر في الجسم خلال الأيام التي تعقب تناول المخدر بينما قد لا تظهر أثر له في حالات أخرى. وعلى العموم لا بد من فحص عيادي كامل قصد تشخيص حالة الإدمان بالنظر إلى حال المتعاطي وحيثيات التعود أو الإدمان لديه تبعا لحالة كل مريض. ماعلاقة الإدمان بالجريمة من خلال مقاربتكم كأخصائي نفسي معالج؟ ❍ بالنظر إلى ما تقدم عن التأثير الذي تحدثه المادة المخدرة في الجهاز العصبي المركزي بحيث يتأثر الإدراك والإحساس والتمييز نستطيع أن نجزم بأن احتمال ارتكاب المدمن للجريمة أمر وارد إذا ما تظافرت بعض العوامل الشخصية والاجتماعية للمدمن مع عنصر التعاطي للمخدرات، فقد لوحظ على سبيل المثال أن بعض الجرائم التي تتطلب جرأة وإقداما لا تتأتى لبعض الأفراد إلا إذا ما استعانوا بجرعة معينة من المواد المخدرة التي ترفع النزعة العدوانية لديهم وتعطل القدرة على التمييز والرقابة الذاتية سواء تعلق الأمر بجريمة الاغتصاب أو زنى المحارم أو الاعتداء البدني باليد أو السلاح. وقد يلجأ المدمن في حالات كثيرة للاعتداء أو السرقة للحصول على المادة المخدرة جراء ما يتسببه الانقطاع من مضار بدنية ونفسية لا تطاق فيلجأ إلى السرقة إذا لم يكن له مورد لهذا الغرض، ومع ذلك لا نستطيع أن نربط بين الإدمان والجريمة ربطا سببيا محكما بسبب أن للجريمة أسباب ومسببات قد يكون الإدمان سبيلا مفضيا إليها وليس السبيل الوحيد.