توالى خروج الحشود الموالية للرئيس المعزول محمد مرسي للتظاهر في الشارع في كل المحافظات، في الوقت الذي استمر فيه الاعتصام بميداني رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة، وأعلن المتظاهرون السلميون أنهم لن يعودوا إلى منازلهم قبل عودة الرئيس الذي انتخبوه إلى القصر الجمهوري. بدا عدد المتظاهرين مع مرور الوقت أشبه بكرة ثلج، ولم تنفع حملات التشويه والتخوين والشيطنة التي يقودها إعلام الفلول في إيقاف زحفهم وحصر أعدادهم، كما لم تنل حملات الاعتقال التي طالت رموزا للإخوان كخيرت الشاطر ومحمد مهدي عاكف وسعد الكتاتني، وبلاغات الاعتقال في حق قيادات أخرى بينهم عصام العريان ومحمد البلتاجي وعصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط، من عزم الأحرار الذين لبوا نداء الشرعية من كل مكان بالجمهورية. ولم يكن لعودة الانتهاكات الحقوقية والممارسات القديمة لجهاز الأمن، واعتقال الآلاف من المتظاهرين السلميين وتعرض العديد منهم للتعذيب داخل مخفر الشرطة، وعودة الأعمال الإجرامية للبلطجية أي أثر في نفوس المؤيدين. في سياق ذلك، ظل الإعلام المصري يصور الحشود المعتصمة في رابعة والنهضة وباقي الميادين على أنها إخوان مسلمون، بينما الحقيقة أن المصريين من مختلف الشرائح الاجتماعية والتيارات الفكرية نزلوا إلى الشارع بينهم المسلمين والأقباط والعلمانيين والإسلاميين.. ومن المؤكد أن تلك الحشود المليونية إن كانت كلها إخوان فيعني ذلك أننا إزاء جمهورية الإخوان وباقي المكونات الأخرى عبارة عن أقلية أو لاجئين! إضافة إلى محاولة إظهار المتظاهرين على أنهم كلهم إخوان؛ تصدر المشهد عبارات التخوين واتهام بالإرهاب في ظل غزو كبير للإشاعات المضحكة والتي لا يصدقها عقل عاقل. وإذا كانت صناعة الإشاعات وترويجها حرفة يصعب على الجميع إتقانها، فإن الانقلابيين في مصر بدوا كأنهم يحترفونها، حيث يتم صناعة عشرات الإشاعات كل يوم وترويجها بشكل عال المستوى، وتنحصر نوعية الشائعات وشكلها على المؤيدين فقط، أما الجهات التي تصنع الشائعات وتروجها فإنها تتنوع بين أجهزة أمنية أو أحزاب سياسية أو صحفيين من الذين يستأجرون لمن يدفع فيصنعون الشائعة ثم يروجونه. ومن الإشاعات التي أذاعها إعلام الفلول؛ قيام الإخوان بنصب صواريخ على أسطح المباني برابعة العدوية استعدادا لإطلاقها في اتجاه ميدان التحرير والمنشآت العسكرية والمباني الحكومية! أما آخرون فلم يجدوا حرجا في تداول خبر عن وجود المئات من عناصر حركة المقاومة الإسلامية حماس في رابعة للدفاع عن الميدان والقيام بمهمات قتالية، رغم أنهم لم يأتوا على ذكر الطريقة التي دخلوا بها إلى مصر في ظل إغلاق المعابر واستهداف الأنفاق منذ الانقلاب ! والبعض الآخر تحدث عن استعانة الإخوان بآلاف اللاجئين السوريين في رابعة من أجل إظهار الحشد، وقيام نساء سوريات بما يسمى «جهاد النكاح» في بعض المباني المفروشة في عمارات برابعة، وتحدثوا عن وضع لائحة يوميا تضم أسماء المعتصمين الذين يمكنهم مجامعة امرأة سورية مدة ساعة قبل أن يفسح المجال لمعتصم آخر.