من المنتظر أن تشهد عدد من المدن المغربية في الأيام القليلة المقبلة مسيرات تضامنية مع الشعب العراقي. وستشهد بهذا الخصوص كل من المحمدية وطنجة مسيرتين احتجاجيتين في 23 من فبراير الجاري، على أن تنظم مسيرة أخرى "حاشدة" بالدارالبيضاء في ثاني مارس المقبل. وكان بيان صدر عن مجموعة فعاليات نقابية وجمعوية وحقوقية بمدينة المحمدية دعا إلى الدخول في برنامج تضامني مع الشعب العراقي، يستهل بمسيرة شعبية تنظم تحت شعار "لنترجم غضبنا بمسيرة شعبية ومقاطعة السلع الأمريكية". ورجح خالد السفياني، عضو مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق، أن تكون مسيرة الدارالبيضاء مع مستهل شهر مارس المقبل في مستوى مسيرة وطنية تكلل كل النشاطات والمسيرات الاحتجاجية السالفة في مدن أخرى، وقال في تصريح ل "التجديد" إنه "حين أتحدث عن مسيرة حاشدة بالبيضاء فإن ذلك يعني أنها ستكون إن شاء الله في مستوى المسيرات الوطنية الكبرى التي عرفها المغرب لمناصرة قضاياه القومية". وجرى السبت الماضي تنظيم وقفة احتجاجية بالرباط حضرتها تنظيمات حزبية ونقابية وجمعوية، وذلك في سياق التظاهرات الاحتجاجية التي عرفتها جل بقاع العالم في اليوم نفسه تطبيقا لتوصيات المنتدى الاجتماعي العالمي ب "بورتو أليغري" الأخير، والذي جعل الخامس عشر من فبراير الحالي موعدا عالميا للتنديد بالعدوان المرتقب على الشعب العراقي ومنع أي حرب محتملة ضده تقودها الولاياتالمتحدةالأمريكية وحليفتها بريطانيا. والملاحظ أن وقفة الرباط جرت بشكل "عجول"، ولم ترق بحضورها "الباهت" مستوى المسيرات الشعبية الضخمة التي شهدتها عواصم غربية أو أخرى، وبرر السفياني ذلك ب "ظروف عطلة العيد التي لم تسمح بالقيام بمسيرة في المستوى الذي نطمح إليه"، على حد قوله، مستبعدا أن يكون الأمر ناتجا عن "ضعف في التعبئة"، وزاد شارحا "الشعب المغربي لا يحتاج إلى تعبئة في مثل هذه القضايا، فهو معبأ بشكل تلقائي لمواجهة العدوان على العراق وعلى فلسطين". ومثل وقفة الرباط، عرفت عواصم عربية أخرى وقفات ومسيرات خجولة، فيما لاذت أخرى بالصمت، وعزا عضو سكرتارية العمل الوطنية لمساندة العراق، في تصريحه ل "التجديد" أيضا هذا الموقف إلى "الخنق" الذي تعرفه الحريات على الصعيد العربي، مشيرا في هذا الصدد إلى أن المطلوب في نظره حاضرا، أن "تهتز الأرض تحت أقدام المتواطئين مع العدو أو الذين يعملون على مساعدته في ما ينوي ارتكابه من جرائم إرهابية ضد الإنسانية في العراق وفلسطين وغيرها". كما وصف المتحدث ذاته المسيرات الحاشدة التي عرفتها أخيرا عواصم عدة من العالم ب "الاستفتاء الشعبي" المؤكد على أن الرأي العام العالمي جميعه ضد العدوان"، ثم يضيف "وفي ذلك إشارة إلى ضرورة التحرك العاجل والحاشد في كل الساحات العربية والإسلامية بدون استثناء". وارتباطا بالموضوع، تنظم هيئةالمحامين بالدارالبيضاء غدا (الأربعاء) وقفة احتجاجية لتنديد بالعدوان المرتقب على العراق، وذلك في الساعة العاشرة صباحا أمام مقر المحكمة الابتدائية بعمالة "أنفا". فيما كانت عدة فعاليات حقوقية وجمعوية خاضت أخيرا مسيرات شعبية بكل من فاس ومكناس لمناهضة أي حرب محتملة ضد الشعب العراقي. يونس البضوي