اعتبر عبد الكريم بلكندوز الخبير في شؤون الهجرة، أن التقرير الذي تناقشه لجنة المهاجرين واللاجئين والأشخاص المتنقلين بالجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا من أجل تقييم اختبارات الإندماج للمهاجرين، مجرد تحايل يهدف إلى وضع صعوبات جديدة تعوق اندماج المهاجرين في نهاية المطاف، خاصة أن الاندماج ليس معناه الانسلاخ عن هوية البلد الأم. وأوضح المتحدث في تصريح ل»التجديد»، أن النقاش الدائر في أوروبا اليوم انحرف عن هدف الاندماج بعدما وضعت الحكومات شروطا مسبقة وتعجيزية ضد المهاجرين في مقدمتها اجتياز امتحان في اللغة الرسمية لبلد الاستقبال وتقديم أجوبة دقيقة عن قيم المواطنة وتاريخ تلك البلدان، مشيرا إلى أن البرلمانيين الأوروبيين يلاحظون أنفسهم أن محتوى الامتحان صعب للغاية ووسيلة للضغط على المهاجرين الراغبين في تجديد بطائق الإقامة والحصول على الجنسية والتجمع العائلي. وأشار بلكندوز إلى أن اختبارات الإدماج التي تتركز أساسا على اللغة والتاريخ والحياة السياسية لا يتجاوزها بنجاح سوى عدد قليل من المهاجرين، مؤكدا أنها لا تراعي مجموعة من الحقوق المعترف بها دوليا والمنصوص عليها في التشريعات الأوروبية في مقدمتها حق التجمع العائلي. وقال المتحدث إن مجلس أوروبا يستعد إلى صياغة مشروع قرار يدعو الحكومات الأوروبية إلى إدخال تغييرات على اختبارات الاندماج حتى لا تخل بحقوق المهاجرين وتفرض عليهم التخلي عن هويتهم الثقافية والدينية والوطنية، علما أن أغلب الحكومات تحاول قدر الإمكان إرغام المهاجرين المقيمين فوق أراضيها التخلي عن هوية بلدهم الأم، مشيرا في هذا الصدد إلى قيام الحكومة الهولندية بفسخ اتفاقية مع المغرب وقعتها سنة 2004 بهدف تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية للمهاجرين المغاربة. توجه أوروبي نحو مراجعة الاختبارات «التجديد» تنشر أهم ما توصل إليه أعضاء لجنة الهجرة بالجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا بشأن تقييم «اختبارات الاندماج» التي شرعت بتطبيقها عدد من الدول منذ سنة 2006، والتي تكشف كما تظهر تقارير الاجتماعات على الأقل توجها نحو مراجعتها. 1 الاختبارات تم إدخالها في البداية في عدد صغير من الدول ولكنها تفشت اليوم بشكل كبير على هذا الأساس إنه من الشرعي والمعقول أن استعمالها ونجاحها هو موضوع نقد كبير خاصة حينما يكون هناك تخوف من أن تمس بحقوق الإنسان وحينما تكون لها نتائج غير مقصودة بإقصاء عدد كبير من الناس الذين لهم الحق الشرعي في الدخول وفي إقامة دائمة أو في المواطنة، وحينما تتحول في الحقيقة إلى إجراءات احتياطية يتم تقنيعها بقناع محاولات الإدماج. السؤال الأساسي بالنسبة لأوروبا هو تحديد على أي أساس تضمن هذه الاختبارات الاندماج؟ ومتى تتحول إلى عائق بوجهه وتقود إلى تعطيله؟. 2 في بعض النتائج يكون من الضروري إدخال معطى الاندماج قبل الدخول إلى البلد ويمكن لهذا الأمر أن يكون منطقيا وحتى دو فائدة لإعطاء الراغبين بالهجرة نظرة واضحة حول الحقائق المتعلقة بالبلد الذين يرغبون في الهجرة إليه. في بعض الأحيان يمكن لبعض الأشخاص أو المقربين منهم أو حتى أصدقائهم بقصد جيد أن يرسموا لوحة مثالية حول الحياة في بلد آخر، بالمقابل وصف دقيق وصريح يمكن أن يحدد الانتظارات ويحسن الاندماج. يمكن أيضا أن نعتبر أن بعض الاختبارات الموجهة لأشخاص بغرض التأكد أنهم فهموا جيدا المعلومات المعطاة لهم حول بلد الاستقبال شرعية جدا. 3 هناك بعض الأمثلة الإيجابية التي يمكن لطالب الهجرة قبل الدخول إلى البلد المضيف أن يتابع دروسا في اللغة وأن يستفيد من عروض حول مجتمع الاستقبال مجانا أو بثمن رمزي، هذه الممارسة لابد أن يتم تشجيعها لأنها تقوي بشكل واضح الاندماج خاصة إذا كانت مثل هذه البرامج مدعمة باختبار تكويني. هذا الأخير عليه فقط أن يسمح بتحديد وسائل الدعم الإضافية التي تكون قد تكون ضرورية بعد الدخول إلى البلد، ولا يمكن أن يسمح له بإقصاء المهاجرين الذين تتوفر فيهم كل الشروط الأخرى المطلوبة من أجل الدخول.