أكد امحمد الهيلالي النائب الثاني لرئيس حركة التوحيد والإصلاح، أن الحركة أعلنت في بيانها عن التخوف من «الدعوة إلى الجهاد» بلا حدود وبلا ضوابط، وقصدت دعوة الشباب غير السوري إلى السفر إلى سوريا للجهاد بالنفس. وقال في حوار ل»التجديد»، أن تخوف الحركة ينبع من أن تكون بعض الجهات في النظام السوري المجرم وفي الجهات التي تدعمه تخطط لدفع الثورة السورية إلى الإنزلاق وتبرير ممارساتها وخطابها الطائفيين، وتعميق تردد الغرب في دعم الثورة سواء من خلال رفع الحظر عن تسليح المعارضة الوطنية والديمقراطية أو من خلال تكييف الضغط على النظام السوري الساقط. وشدد الهيلالي على أن موقف الحركة لا يشكل تطابقا مع موقف القوميين المغاربة الذي لا يخفون دعمهم لنظام الأسد، وقال إن هؤلاء سيتضايقون أكثر من المقاربة التي انتهجها بيان الحركة وهم كانوا مسرورين بدعوات الجهاد بلا قيود لأنها ستوفر الفرصة للانقسام وتكسير إجماع الأمة ضد الإجرام والقتل الممنهج. ما مبررات تخوفكم من تحول الدعوة للجهاد بسوريا إلى محاولات لإجهاض المراجعات والتحول الذي حدث في موقف السلفيين عقب الربيع الديمقراطي؟ ❍ نحن ووفقا لمنطوق بيان الحركة أعلنا عن التخوف بالضبط من «الدعوة إلى جهاد» بلا حدود ولا ضوابط وقصدنا دعوة الشباب غير السوري إلى السفر إلى سوريا للجهاد بالنفس هذا مصدر تخوفنا أمام جهاد السوريين ضد النظام الدموي السوري والعصابات التي تدعمه على الأرض فهذا شيء آخر. وينبع تخوفنا هذا من أن تكون بعض الجهات في النظام السوري المجرم وفي الجهات التي تدعمه في إيران وأجهزة المالكي وملشيات حزب الله تخطط لدفع الثورة السورية إلى الإنزلاق وإيجاد طوق نجاة لمجرم الحرب بشار وأيضا لتبرير ممارساتها وخطابها الطائفيين، ومن جهة ثانية لتعميق تردد الغرب في دعم الثورة سواء من خلال رفع الحظر عن تسليح المعارضة الوطنية والديمقراطية أو من خلال تكييف الضغط على النظام السوري الساقط ومن يدعمه من خلال تلبيس الحق بالباطل وخلط قضية الكرامة والحرية بقضية الطائفية والحرب الأهلية وكل الشعارات التي تنتجها غرف العمليات المشتركة بين جنرالات الأسد والحرص الثوري الإيراني وعصابات حزب الله وتتولى تسويقها روسيا في المحافل الدولية. والتخوف الأكبر هو أن تكون المراجعات التي أطلقها الإسلاميون والتيار السلفي على وجه الخصوص وأفضت إلى الإندماج السياسي والمجتمعي لموجة جديدة من الصحوة الإسلامية تشي بتجديد وتجدد المشروع الإسلامي وتدفعه إلى ارتياد آفاق وأسئلة النهضة الإسلامية الواعدة، نخشى من أن يتم التخطيط لإجهاض هذه المساعي على الأرض السورية من خلال إعادة بعث الفكر الجهادي وخلق كيانات جهادية على نمط القاعدة أو توفير بيئة ومناخ ظهورها لكي يعود العالم إلى مرحلة الحرب على الإرهاب وما تبع ذلك من مىآسي وآلام على غرار ما وقع منذ أحداث 11 شتنبر . ولذلك مارسنا في الحركة مسؤوليتنا التاريخية في تنبيه عموم الطيف الإسلامي والعلماء والقادة الإسلاميين إلى المزاوجة في جهودهم بين دعم الثوار السوريين بكل قوة إلى غاية إسقاط نظام بشار وإسقاط الطائفية المقيتة في الأمة وفي نفس الوقت مواصلة الربيع العربي وتداعياته المشرقة وتفويت الفرصة عن الثورة المضادة التي يقودها الفلول في كل مكان وتختار لها الشعارات والساحات المناسبة. كيف تقرا تطابق موقف الحركة من تجييش المغاربة للقتال بسوريا وموقف القوميين المغاربة خاصة وأنهم لا يخفون دعم نظام بشار ولم يعبروا صراحة عن نصرة ودعم الثورة السورية؟ ❍ وفق ما شرحت آنفا ليس هنالك أي تطابق وأظن أن أصحاب وجهة النظر هاته ممن يدعمون قتل الشعوب وتدمير المقدرات ويلتقون موضوعيا مع فساد واستبداد بشار وما يجره من استعمار أظن أن هؤلاء سيتضايقون أكثر من المقاربة التي انتهجناها في بياننا وهم كانوا مسرورين بدعوات الجهاد بلا قيود لأنها هي التي سوف توفر الفرصة للإنقسام وتكسير إجماع الأمة ضد الإجرام والقتل الممنهج على الهوية وإبادة الشعب التي يقترفها المجرم بشار وأزلامه. ولذلك فكما استطاعت الثورة في سوريا إجهاد مقولة الحرب الأهلية فإنها قادرة على إعمال مقاربة تجعل من الجهاد بالنفس من اختصاص رجال سوريا وهيئاتهم كما يطلبون هم بأنفسهم والجهاد بالمال والإعلام والسياسة والثقافة من اختصاص عموم الأمة وبذلك تنجح الثورة وتنجح معها الأمة في ربيعها المزهر بإذن الله والذي سينتقل إلى محطته القادمة بعد حسمه مع عقبة سوريا بإذن الله. ما ردكم عن بعض التحليلات التي اتهمت بيان الحركة في الموضوع بالسعي فقط لمحاكاة وجهة نظر الدولة في تطورات الشأن السوري وانه هروب إلى الأمام من الفضيحة؟ ❍ بخصوص ادعاء التماهي مع هذه الجهة أو تلك أولا نتأسف على هذا المستوى من التحليل الذي لم يقدر طبيعة المقاربة الجادة للحركة مع قضايا من هذا النوع، وثانيا نريد أن نقول لهؤلاء أن استقلالية الحركة لم يعد بإمكان أي كان أن يزايد عليها وأن الحركة في اتخاذ مواقفها تحتكم إلى اعتبار أساسي هو مصلحة الدين والوطن ودورها وواجبها في ترشيد التدين، ونذكرهم أيضا أن الحركة إبان أحداث الدارالبيضاء لم تنساق وراء البحث عمن يتحمل المسؤولية وأخذت على عاتقها مسؤولية إنقاذ الشباب المغربي من السقوط في فخاخ الغلو والتطرف وفتحت المقرات وأبقت على جلساتها التربوية مفتوحة حتى في المناطق الحساسة فقط لتؤدي واجبها ودورها في تأطير الشباب، وعلى أي مثل هذه الأصوات أيان كان موقف الحركة فهي ستنتقده، ولذلك أن تنتقد الحركة في موقفها الداعي إلى عدم اختزال مفهوم الجهاد، أفضل من أن تنتقد على التحريض واستدراج الشباب المغربي وعدم تنبيههم من مخاطر الابتزاز.