جدَّد سلمان بن فهد العودة، الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين، دعوته لتوقُّف هجرة الشباب المسلم للقتال في سوريا، سواء كانوا ضمن تنظيمات أو كانوا أفرادًا، مشيرًا، حسب موقعه على الأنترنت، إلى أن المصلحة الإسلامية تقتضي أن نترك القضية السورية للسوريين، خاصة وأن النظام السوري دائمًا ما يتذرع أمام العالم بأنه لا يقاتل شعبه وإنَّما يقاتل مجموعات مسلحة «إرهابية» تسللت من خارج البلاد، على حد وصفه. وأوضح الشيخ سلمان العودة أنَّ السفر إلى سوريا لن يغير كثيرًا في مسار المعركة، مؤكدًا أنّ الثورة السورية لا تحتاج إلى مزيد من الرجال وإنَّما فقط الدعم بالمال والسلاح والدعاء ورعاية النازحين وأسر الشهداء والمقاتلين. ولفت العودة إلى أنَّ وجود مقاتلين من غير السوريين قد يدفع بعض الدول العربية فضلاً عن الأوروبية إلى أن تحجم عن دعم الشعب السوري في معركته ضد نظام بشار الأسد، خشية أن يصل إلى من يصنفونهم بأنهم «أعداء» أو «إرهابيون» على حد وصفهم. وكان البيان الختامي للمؤتمر الذي شهد مشاركة عدد كبير من العلماء من مختلف دول العالم ، من أبرزهم الدكتور يوسف القرضاوى رئيس اتحاد علماء المسلمين، ومحمد حسان، والسعودي محمد العريفي، قد دعا إلى «وجوب النفرة والجهاد لنصرة اخواننا في سوريا بالنفس والمال والسلاح وكل أنواع الجهاد والنصرة» كما اعتبر «ما يجرى فى أرض الشام من عدوان سافر من النظام الإيرانى وحزب الله وحلفائهم الطائفيين على أهلنا فى سوريا يُعد حربا معلنة على الإسلام والمسلمين عامة». هذا وتبنى علماء شاركوا في المؤتمر المذكور مواقف مخالفة لبعض ما دعا إليه البيان، وتحدث بعضهم عن أن البيان عرض على المؤتمر، ولم يتم التصويت عليه أو حتى مناقشته. و علن الدكتور مولاي عمر بنحماد نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في تصريح سابق ل»التجديد» أنه لا يرى أن الجبهة السورية تحتاج اليوم إلى مقاتلين بهذا المعنى، بل تحتاج إلى السلاح أولا، فالجيش السوري الحر يحتاج إلى السلاح، ويحتاج إلى المال، والشعب السوري والثوار على العموم يحتاجون إلى خدمات اجتماعية وخدمات صحية وطبية إلى غير ذلك. من جهته قال الداعية محمد الفيزازي وهو من المشاركين في المؤتمر إن «الشعب السوري ليس في حاجة إلى شباب يذهبون هناك ليُقتلوا قتل النعاج... بل هو في حاجة إلى سلاح نوعي تُمِده به القوى العالمية، وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية. هو في حاجة إلى مضادات للطائرات والدروع والدبابات... لا إلى شباب يذهبون ليصبحوا عالة على الجيش الحر . وفي الجزائر نفى عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين في اتصال مع جريدة «الشروق» الجزائرية أن يكون قد وقع أو أي عضو من الوفد الجزائري على البيان الختامي، وقال «البيان أعد في غيابنا ولم نحضر صياغته أصلا، وكنت في أشغال اللجنة عندما طلب مني المنظمون التوقيع رفضت طبعا» مضيفا «مهمة العلماء الحقيقية هي لم شمل الأمة الإسلامية وتوحيدها، لا تشتيتها وإدخالها حربا طائفية».