قال عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن أساس دخولنا للعمل السياسي هو التعبد لله، وهذا أساس ينبغي أن يستمر وألا ينسى، وأضاف نحن لا نقبل الدخول في الصفقات ولا ننازع في المشروعية، ونحن مع المشروعية إلى الموت وسنناهض الفساد مهما كلف من ثمن ومهما كان ومهما كان من يقف ورائه. وشدد ابن كيران، على أن العدالة والتنمية «لن ينبطح ولن يتخلى» مضيفا «لن نتخلى عن الإصلاح وعن مناهضة الفساد ولن ننبطح بصفقة أو تحت أي إغراء، ولن نتراجع عن مسار الإصلاح وإن الأمر لم يعد ممكنا». ابن كيران، خاطب المئات من الحاضرين بالمؤتمر التأسيسي لجمعية مهندسي العدالة والتنمية أول أمس السبت بسلا، بالقول إن خيار العدالة والتنمية «الإصلاح في ظل الاستقرار» وما تأسس عليه من مبادئ هو الخيار الأصعب. ووجه أمين عام حزب المصباح الخطاب للمهندسين بالقول إن هدفكم الأول هو أن يكبر الوطن ويشمخ والتفكير فيه وحمل همه، والمغرب في حاجة إلى من يجر وليس إلى من يركب لأن الراكبين كثر، و قال «أتأسف لأنه تشكل لدينا ثنائية مؤسفة ومؤلمة عندما أخذ كثيرون المال لخدمة السلطة». في نفس الجلسة أوضح عبد الحق العربي، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي لجمعية مهندسي العدالة والتنمية، أن الهدف من وراء تأسيس هذه الجمعية، هو رغبة الحزب في أن يسهم مهندسوه فعليا وبشكل جاد ومتواصل، إلى جانب المنظمات والهيئات الهندسية الوطنية، في ورش الرفع من مكانة المهندس المغربي وتمكينه من القيام بالدور المنوط به في المقاولات والإدارات العمومية والجماعات الترابية، وتقوية فاعلية ومستوى الهندسة الوطنية، مساهمة منه في إنتاج الثروة وفي تشجيع وجلب الاستثمارات وكذا مساهمتها في إعمال الحكامة الجيدة على كل المستويات. وأشار العربي إلى أن تأسيس الجمعية جاء في سياق المساهمة في الإجابة عمليا على مختلف التحديات التي تواجهها المهن الهندسية بالقطاع الخاص، على اعتبار أنها غير مقننة، باستثناء الهندسة المعمارية والهندسة الطبوغرافية. وأكد العربي أن اتخاذ قرار تأسيس جمعية خاصة بمهندسي العدالة والتنمية جاء تتويجا لمسار انطلق منذ ما يقارب عشر سنوات من العمل، بعدما عمل الحزب على إحداث لجان مركزية عملت على تأطير مهندسي الحزب وتنظيم عدد من اللقاءات والأنشطة العلمية والثقافية، كما يأتي انسجاما مع توجه الحزب لإحداث هيئات موازية ينتظم فيها مناضلوه والمتعاطفون معه حسب تخصصاتهم المهنية، بما يمكن من تطوير بنائه التنظيمي حتى يستطيع استيعاب مختلف فئات المجتمع المغربي وتأطيرها بأفضل الطرق. وبالعودة إلى كلمة الأمين فقد استغرب حديث بعض الجهات عن أن حزب المصباح اختطف الحزب من الدكتور الخطيب، وتأسف للمستوى الذي وصل إليه المشهد السياسي من هذه التصريحات وما شاكلها وقال «لا ندري ما الذي حدث حتى ابتلينا بمخالطة مثل هذه المخلوقات، وشرح سياق خروج الحزب وكيف أن الأمر كان برضا الزعيم الوطني عبد الكريم الخطيب رحمة الله عليه، وكيف قال في أكثر من مرة إنه مطمئن للمسار وأن قادة العدالة والتنمية هم أبناؤه وأهل لثقته. وشدد ابن كيران، على أنه من غير المعقول أن يطالب الأبناء آباءهم داخل أسرة واحدة بأن يعطوهم مقابل ما يقدمون لهم والعكس صحيح، لأن فضل الآباء على الأبناء كبير ولا يعد ولا يحصى، في إشارة إلى أنه يستغرب أن يطالب البعض من الدولة بأن تعطيهم مقابل ما يقدمونه من ضرائب، وهم يتناسون أن الدولة وفرت لهم الأمن وحرست لهم الحدود ومكنتهم من آليات وإمكانيات وأرض، وبنت لهم دولة تضرب بعمقها في تاريخ قرون من الزمن ليجدوها آمنة مطمئنة يحققون على ترابها مصالحهم المادية الشخصية. وأكد المتحدث أن الوطن يستحق أن يدفع من أجله الإنسان الأرواح، وهناك الكثير من الرجال دخلوا السجن وعذبوا من أجل هذا الوطن ومصلحته، مشيرا إلى أن هناك الكثير من لا يزال مستعدا لفعل ذلك خدمة للمصلحة العليا للوطن، وأضاف ابن كيران أن الذين يقفون ضد الحكومة بمنطق زرع العراقيل والأشواك في طريقها لا يفعلون ذلك إلا لأنهم يستفيدون من الوضع الفاسد بطريقة أو بأخرى. وقال: إن الذي يريد مواجهة العدالة والتنمية والحكومة عليه أن يواجهها بالمعقول وبأحزاب معقولة وكلام وانتقادات ومشاريع معقولة وليس بالألاعيب والمكائد والمناورات. وتساءل ابن كيران، عمن يتحكم في الإعلام، ومن يقف وراء بعض الصحف لجعلها تقوم ببعض الأساليب بغية التشويش، مستغربا كيف يصبح في يوم ما إجماع حول كلمة واحدة من قبل هذه الصحف، والتي وصلت إلى حد تحديد أفكار وبرامج لرئيس الحكومة هو نفسه لا علم له بها. وعن الحكومة قال ابن كيران، إنها تشتغل في انسجام تام وهناك تصريحات خاطئة وليس أزمة سياسية. عن مقاطعة المعارضة بمجلس النواب للجلسة الماضية وعدم توصل رئاسة الحكومة إلى الآن بسؤال المعارضة للجلسة المرتقبة هذا الأسبوع بأنه طلب منهم الاكتفاء بجلسة واحدة في الشهر وتشبثوا بجلستين وأنه كان يأخذ نصف الوقت فتنازل وأصبح الثلث.