توصلنا من المخرج الفنان شفيق السحيمي ببيان صحفي موجه إلى الرأي العام المغربي نورد نصه فيما يلي: يهمني أن أذكر فيما يلي أنه في حوار أجري معي أخيرا بأسبوعية العصر (23يناير 2003) لم أتحل كفنان مغربي بالشجاعة، بل تحليت فقط بالموضوعية، ولذلك، أنا ضد الرقابة بكل أنواعها، والذين يستحقون التحية عن شجاعتهم هم من صمدوا طوال أربعين أو خمسين سنة من حياتهم ضد القهر السياسي والاجتماعي. فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر. أولئك الذين صمدوا في دهاليز التعذيب والرعب، أما أنا فلست شجاعا بالصيغة التي وصفتني بها يومية "الأحداث المغربية"، وعلى طريقة خطها التحريري وأهدافها السياسية، فأنا لست بطلا مغوارا كما تفهم الأحداث المغربية البطولة، فالشجاعة تحلت بها أسبوعية "العصر" حين نشرت تصريحي كما أدليت به لها، رغم أنه تصريح لا يتماشى مع خطها التحريري والسياسي. لقد تضامنت مع الحق ولم أتضامن مع نبيل عيوش كشخص، ولماذا سأتضامن مع نبيل عيوش الذي لم يتضامن أبدا معنا في قضايانا الوطنية والقومية الإنسانية؟ هل سبق أن شاهدنا نبيل عيوش مرة في مقدمة الحضور ضمن مسيرة أو تظاهرة من أجل فلسطين أو العراق مثلا؟ هل شاهدناه يتضامن مع شباب معطل أو مع شغيلة مغربية في محنة؟ وهل احتج كذلك على وجود فنان مساند للصهيونية في سينما ميغاراما والاعتقالات التي عرفها هذا الحدث؟ وقبل ذلك وبعده، هل سبق لنبيل عيوش أن تضامن مع ضحايا الاعتقال السياسي الذين ذهبوا إلى الجحيم، وصافحوا الموت تقريبا قبل عودتهم إلى الحياة بأعجوبة؟ وللأسف، فإن عددا من أولئك الذين عادوا إلى الحياة بالصحافة، بعد أن تخلصوا من الاغتيال الفعلي وجدوا أمامهم من يسعى لاغتيالهم بالكلمات العدوانية وبالأحقاد الشخصية. للأسف أيضا، أن الصحافة، في حالة بعض الصحف، أضحت تبرر الربح المادي بالكساد الأخلاقي، إننا أمام حالة لمحاولة القتل العمد بالحروف والكلمات، وهذا أخطر، كما قد لا يخفى على أحد، وكل بتاريخه يلتصق. إن الإرهاب الإعلامي سيوصلنا في آخر المطاف إلى مشهد مماثل للمشهد الدامي الذي عاشته وتعيشه الجزائر الشقيقة، والمرعب أن التهجمات الصحفية الممنهجة والمشينة والمقنعة بلغة الحداثة على بعض الكتاب والشعراء والفنانين وأعلام وطنية قد تمهد لاغتيالات قادمة. فلنحذر أيها المغاربة هذا الأفق المظلم الدارالبيضاء: الإثنين 3 فبراير 2003