دعت المعارضة السورية الدول الغربية والعربية التي تدعمها من جديد إلى توجيه ضربات جوية موجهة لمنع نظام بشار الأسد من مواصلة إطلاق صواريخ أرض أرض من طراز سكود على المدنيين. وقال بيان للائتلاف السوري المعارض نشر بمناسبة اجتماع 11 دولة غربية وعربية في إسطنبول، أول أمس: «من الواجب الأخلاقي للأسرة الدولية بقيادة دول مجموعة أصدقاء سوريا اتخاذ إجراءات معينة ومحددة وفورية لحماية المدنيين من إطلاق الصواريخ الباليستية واستعمال أسلحة كيميائية». وصرح ياسر طبارة، المتحدث باسم رئيس الحكومة الانتقالية الذي انتخبته المعارضة غسان هيتو، قائلاً: «لم نكف عن القول بأن الأسد يطلق صواريخه على مناطق مكتظة بالسكان.. بدون أية محاسبة له، الرد على هذه المشكلة بالمال لن يحلها». وأضاف طبارة: «ما نطالب به هو توجيه ضربات جراحية لتدمير مواقع إطلاق صواريخ سكود، وعلى أن نتخلص على الأقل من هذا الخطر اليومي الرازح على شعبنا». وأردف بيان المعارضة: «السوريون يعرفون أن عددًا من دول مجموعة أصدقاء سوريا يملك هذه القدرة، ولكن لم يتم أي شيء جدي لوضع حد لهذا الرعب وهذه الممارسات الإجرامية». وفضلاً عن هذا المطلب المحدد، فقد طالب أعداء النظام السوري بإقامة «منطقة حظر جوى.. لإفساح المجال أمام حرية تحرك اللاجئين»، وذلك على طول الحدود الشمالية والجنوبية للبلاد. وأبدت المعارضة السورية خلال بيانها أملاً في صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي يدين لجوء النظام السوري للصواريخ الباليستية والأسلحة الكيميائية، وكذلك تشكيل صندوق دولي لدعم الحكومة الانتقالية الجديدة وعودة اللاجئين إلى بلادهم. وكان رئيس هيئة الأركان بالجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس قد أكد أن القوة هي الوسيلة الوحيدة لحسم النزاع في البلاد، مستبعدا التفاوض مع نظام الرئيس بشار الأسد. وبعد ذلك، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج، أمس، أن الاتحاد الأوروبي سيناقش خلال الأسابيع المقبلة مسألة تخفيف حظر السلاح الذي يمنع توريد أسلحة لمقاتلي المعارضة السورية. وقال «هيج» للصحفيين خلال اجتماع لمؤتمر «أصدقاء سوريا» إن «هذه مناقشة علينا أن نجريها في الاتحاد الاوروبي خلال الأسابيع الستة المقبلة. نحن وفرنسا قلنا إنه ستكون هناك حجة قوية لرفع الحظر.. تعديل الحظر».وأضاف أن المعارضة قدمت أوضح التزام حتى الآن خلال الاجتماع بشأن العمل نحو التوصل لحل ديمقراطي في سوريا وإدانة التطرف. في غضون ذلك، حذَّر الرئيس التركي عبد الله جول من استمرار الوضع الراهن في سوريا، مشيرًا إلى أنه يهدد بانفجار مذهبي كبير في المنطقة. وقال جول في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط»: «أمام أعيننا بلد يدمر نفسه بنفسه»، ومن ثم حث جميع من يعدُّون أنفسهم أصدقاء لسوريا ويجتمعون الآن في إسطنبول على أن لا يكتفوا بالتفرج على ما يحدث في سوريا؛ لأن دماء كثيرة تراق حاليًا على الأرض السورية؛ ولذلك يجب أن يكون هناك ضغط دولي كبير من أجل الوصول إلى حل يتيح لسوريا استعادة عافيتها. ودعا أيضًا خلال الحوار الذي جرى في مكتبه في قصر شنقايا الرئاسي بالعاصمة في أنقرة رئيس النظام السوري بشار الأسد للتصرف بواقعية وتحاشي الانفصام عن الواقع، واعتبر أن إصراره على نهجه الحالي معناه الاستمرار في جلب الخراب إلى سوريا أكثر فأكثر. غير أن الرئيس التركي أكد، في المقابل، معارضته التدخلات العسكرية الخارجية؛ حيث لا يُعلم إلى أين يمكن أن تصل هذه الأمور. وفي تركيزه على خطورة الشق المذهبي، لفت الرئيس التركي قادة المنطقة إلى «الخلاف المذهبي، وتحريك الفرقة بين المذاهب بصورة علنية». وقال: إنه لا يعتقد «أن النداءات المذهبية لها علاقة بالدين وبأصوله أساسًا، بل تعود إلى أسباب سياسية فقط». وأردف: «هذا أمر خطير جدًّا، وقد يكون هناك انفجار كبير بعد الاحتقان الذي يحصل حاليًا، هذا امتحان كبير جدًّا لهذه المنطقة التي لا يجوز أن تقع في فخ الفرقة المذهبية».