أُسدل الستار يوم الأحد 14 أبريل 2013، على فعاليات منتدى المفكرين المسلمين بالقاهرة، بعنوان: "الرؤية الفكرية للأمة بعد الثورة العربية: دراسة للواقع واستشراف المستقبل"، بانتخاب الكويتي الدكتور عبد الله النفيسي أمينا عاما للمنتدى، ومحمد عبد الوهاب رفيقي الملقب بأبي حفص في أمانته العامة. وقال محمد الحمداوي من مؤسسي المنتدى إلى جانب راشد الغنوشي، وسعد الدين العثماني، وجاسم سلطان، ولد دادو، بأن الإسلاميين وجدوا أنفسهم بعد الحراك العربي أمام تحديات الحكم في ظرفية دقيقة تتطلب معالجة مخلفات مراحل الاستبداد والتحكم وجبر الأضرار المتراكمة، بما فيها ضحايا الثورات، ثم تلبية انتظارات الناس، وترجمة أمالهم في التغيير الذي من أجله هبوا وخرجوا. وركز الحمداوي في مداخلته في محور: "تقييمي للثورات العربية" تجربة المغرب نموذجا، على التحديات التي تعترض الحركات الإسلامية على مستوى الدولة وعلى مستوى الحكومات، متسائلا هل سيستندون في تعاملهم مع مطالب الشارع إلى الشرعية الثورية وينساقون مع المنهج الجذري في التغيير؟ أم سينهجون مسلك الإصلاح المتدرج التراكمي المنتج الذي نظروا إليه من قبل، وسيبددون مخاوف المنافسين حيال الديمقراطية والاعتراف بالآخر ويؤسسون لشراكة سياسية تؤسس للكتلة التاريخية بين الأطراف الأساسية في الأمة. الحمداوي ركز من جانب آخر على خصوصية التجربة المغربية في عقد التحالفات وبين أن منهج التعامل مع الآخر والتوافق الذي انتهجه حزب العدالة والتنمية هو منهج أصيل بُني على المراجعات التي قامت بها الحركة من قبل. موضحا الفصيل الإسلامي المؤمن بخيار المشاركة في المغرب (الذي يقود التجربة الحكومية الحالية) كان دائما يعلن أنه قام بمراجعات فكرية على عدة مستويات، حتى قبل الانخراط في العمل السياسي الحزبي، أفضت به إلى تطوير الكثير من المواقف والتصورات، من قبيل الانتقال من العمل السري إلى العمل في ظل القوانين وتحت سقف الدستور وفي إطار المؤسسات القائمة، ومن التنظيم الشمولي المركزي الهرمي إلى التنظيمات المتعددة والمتخصصة والمتنوعة في ظل وحدة المشروع بدل وحدة التنظيم، ومن شعار" الإسلام هو الحل" إلى شعار "الإسلام هو الهدى"، ومن مطلب إقامة الدولة إلى مطلب أرحب وأوسع وهو "إقامة الدين على مختلف المستويات": (على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع والدولة والأمة)، ومن المنهج الجذري في التغيير إلى منهج الإصلاح بالتدرج والحكمة. وعرفت الملتقى إدارة عبد الوهاب رفيقي لنقاش حول: "تشكيل الوعي الإسلامي بعد الثورات" فيما ساهم حسن الكتاني بموضوع: "الأصول الشرعية للمشروع السياسي". ومحمد أمحزون بموضوع: "الخطاب السلفي (دراسة نقدية للخطاب الفكري) يذكر بأن"منتدى المفكرين المسلمين" يتخذ دولة الكويت مقرًا مركزيًا له، ويهدف "المنتدى" إلى الإسهام في إثراء المكتبة العربية بالدراسات والبحوث المتعلقة بالفكر الإسلامي الملتزم، وتقريب الآراء الفكرية نحو القضايا المصيرية، وإيجاد أرضيه مشتركة للحوار وتبادل الرأي بين قادة الفكر والرأي ورواد الثقافة.