قال أبو زيد الإدريسي، إن هناك سياسة إقصائية وتحكمية مستمرة تجاه الإنتاج الثقافي ذي التوجه الإسلامي بالمغرب، سواء في المجالات الإبداعية من شعر وقصة ورواية وما يتعلق بها من حضور في المنابر الإعلامية وفرص الطبع والنشر من جهة، أو في مناقشة البحوث والاعتمادات داخل الجامعة من جهة أخرى، موردا العديد من المبدعين والكتاب المغاربة الذين تحصل إنتاجاتهم الإبداعية على جوائز دولية وحضور خارج الوطن؛ دون أن تجد لها التفاتة ولو بسيطة في الجوائز والبرامج والملاحق الثقافية الإعلامية المغربية. وأضاف أبو زيد في مداخلته ضمن ندوة «الفن المغربي مسارات ورهانات» التي نظمتها جمعية مغرب الفن السبت المنصرم بكلية آداب الرباط؛ أن الإقصاء لايزال مستمرا وربما بطريقة أكبر، مذكرا بأن مدرجات الجامعة المغربية طالما شهدت عمليات إرهاب فكري وإقصاء إيديولوجي في الامتحانات والبحوث ومناقشة الأطروحات بعيدا عن القيم العلمية والنقدية للجامعة. واستشهد أبو زيد بالمعرض الدولي للكتاب حيث صرح أنه تلقى العديد من الشكايات من الناشرين والعارضين وغيرهم يشتكون من إقصاء ممنهج، وهو ما حدا به إلى الاتصال بوزير الثقافة الذي شكى له شخصيا أنه يعاني من توجه ايدجيولوجي مغلق. وقال الإدريسي إنه من بين 137 نشاطا من أنشطة المعرض الدولي للكتاب، ما بين ندوة وشهادة وقراءة في كتاب.. ليس فيها للحركة الاسلامية إلا عرض يتيم للأستاذ بلال التليدي وبطريقة تقديم مغرضة عن الإسلاميين والمشاركة السياسية، ومداخلة لمحمد يتيم في ندوة عن المشهد الثقافي، مع هيمنة الأسماء المكرورة ذاتها على فقرات المعرض، دون أن يتعلق الأمر بكفاءة بالضرورة، مؤكدا أنه في ال 137 نشاطا هذه؛ ليس هناك 137 مؤطرا؛ بل هناك أقل من النصف إذ لكل واحد 3 إلى 4 أنشطة، وهي أسماء مكرورة ليس فقط في هذا النشاط بل في كل المعارض السابقة، وهو ما يحدث في ظل حكومة تتهم بأنها تريد أخونة المجتمع، يقول أبو زيد. و أسدل الستار أول أمس؛ على الدورة التاسعة عشرة للمعرض الدولي للنشر والكتاب الذي فتح أبوابه أمام زائريه على مدار ثمانية أيام متواصلة، تحت شعار «لنعش المغرب الثقافي»، وسط إقبال مرتفع على الكتاب الإسلامي المتوفر في أروقته، مع تسجيل البعض قلة الإصدارات الجديدة في الفكر الإسلامي ضمن المعروض من الكتب، في ظل استياء عدد من دور النشر المغربية التي تعرض الكتاب الديني على ما أسمته «الحيف» الذي لحقها من خلال تخصيص أورقة لها في أماكن جانبية بخلاف باقي دور النشر الأخرى، حتى أن مكتبة الهداية الإسلامية التي تم قبول ملفها للمرة الأولى منذ 11 سنة عبرت عن احتجاجها بعد أن رفضت إدارة المعرض منحها مساحة أكبر لعرض كتبها بحجة عدم وجود مساحات كافية قبل أن تفاجئ بعدد الأروقة لم يتم استعمالها. من جهة أخرى، علمت «التجديد» من مصدر مطلع، أن وزارة الثقافة دشنت تقييمها لدورة هذه السنة من المعرض بعقد لقاء تقييمي مع اتحاد الناشرين العرب الذي يضم أزيد من 600 دار نشر عربية أول أمس على هامش اليوم الختامي للمعرض، وتستعد لبرمجة لقاء آخر في الأيام القليلة المقبلة مع الناشرين المغاربة، الذين شاركوا بكثافة في الدورة الحالية من خلال حضور 47 دار نشر ومكتبة مغربية على مساحة 5370 متر مربع. يذكر، أن دورة هذه السنة تعرف مشاركة حوالي 780 دار نشر مغربية وعربية وأجنبية، موزعة بين 260 عارضا مباشرا و520 عارضا ممثلا، تمثل 47 بلدا، وأن المعرض الذي يغطي مساحة 20 ألف متر مربع، يشمل فضاء للناشرين وجناحا رسميا في الفضاء الملحق، خصص للمراكز البحثية والمؤسسات الجامعية وفعاليات المجتمع المدني.