كشفت نتائج دراسة استقصائية حول انتشار مرض الكلى المزمن بالمغرب والعوامل المرتبطة به، أن 2.9 بالمائة من المغاربة البالغين يعانون مرض الكلي المزمن. وأظهرت نفس الدراسة التي أعدتها وزارة الصحة، بالتعاون مع الجمعية المغربية لأمراض الكلى، والجمعية الدولية لأمراض الكلى (ISN) ومنظمة الصحة العالمية وجود عدد من العوامل التي تزيد من خطر مرض الكلى المزمن، ويتعلق الأمر بالاستخدام المفرط للأعشاب الطبية بالنسبة ل2.9 بالمائة وسوء استعمال مسكنات الألم بدون وصفة طبية وخاصة ضد الالتهابات ب 4.7 بالمائة والتدخين ب4.7 بالمائة. الدكتور محمد بنغانم الغربي أستاذ أمراض الكلي بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء ومنسق الدراسة أوضح في اتصال ل»التجديد» أن الهدف من هذه الدراسة التي اجريت في مدينتي الجديدة والخميسات هو معرفة مدى انتشار مرض الكلى المزمن بالمغرب وأسبابه، مشيرا إلى أن هذه أول دراسة يتم القيام بها في المغرب وأكبر دراسة على المستوى الإفريقي والعربي. وكشف الدكتور بنغانم أن الدراسة أظهرت أن نصف مليون مغربي بالغ يعانون من مرض كلوي مزمن والمقصود بهذا المرض «جميع الحالات المرضية التي يمكن ان تؤدي الى فقدان الكلى والاحتياج الى تصفية الدم بالدياليز». ولفت إلى أن هذه الدراسة مهمة لكونها وفرت معلومات ستساعد على بناء استراتيجية وطنية لمحاربة هذا المرض، مضيفا أن الجانب الآخر المهم فيها يتعلق بكونها أظهرت أسباب هذا المرض وأول هذه الأسباب مرض السكري بحوالي 33 بالمائة أي أن ثلث الحالات المصابة بمرض الكلوي المزمن نتيجة مرض السكري، تتبعها ارتفاع الضغط الدموي ب 28 بالمائة تليها حصى المسالك البولية. وبناء على هذه المعطيات، أكد الدكتور بنغانم الغربي « إذا أردنا مستقبلا أن نعد استراتيجية لمحاربة مرض الكلى المزمن حتى لا نصل إلى مرحلة الدياليز، فلا بد أن نحارب مرض السكري وارتفاع الضغط الدموي والحصى البولية». ويضيف الدكتور بنغانم أن الدراسة أظهرت أن 13 بالمائة من عينة الدراسة (التي تبلغ 10 آلاف و524 مواطن) مصابين بمرض السكري و17 بالمائة مصابين بارتفاع الضغط الدموي، كما أظهرت ارتفاع السمنة بالمغرب من 13 بالمائة سنة 2000 الى 23.2 بالمائة «وهذا يبين أن نمط الحياة التي نعيشها اليوم ونمط التغذية يؤدي إلى هذه الأمراض التي تؤدي بدورها إلى مرض الكلى المزمن وأيضا إلى أمراض القلب والشرايين» يقول المتحدث نفسه. وأوضح منسق الدراسة أن الأشخاص الذين تبين إصابتهم بأمراض الكلي والسكري وارتفاع ضغط الدم من خلال هذه الدراسة سيتم « متابعة حالتهم الصحية والتكفل بعلاجهم ومتابعة مدى تحسن حالتهم على مدى الخمس سنوات المقبلة»، مضيفا أن هذا الأمر سيمكن من الحصول على معطيات حول «ما إذا كانت الكيفية التي يتم التكفل بها حاليا بهذه الأمراض ناجعة أم لا وذلك حتى يتم الحصول على نموذج فعال للتكفل بهذا المرض المزمن في المغرب» يشرح منسق الدراسة ل»التجديد».