دعت منظمة التجديد الطلابي إلى حوار وطني مستعجل يشمل كل المكونات الجامعية والفعاليات المجتمعية حول «إصلاح التعليم» بمختلف أبعاده الهيكلية و التربوية و البيداغوجية و الاجتماعية و اللغوية و البحثية، وبدء تقييم حقيقي لحصيلة السنوات العشر من تنزيل الإصلاح الجامعي وصولا إلى إقرار المراجعات المطلوبة، مؤكدة في بيان لها أصدرته بمناسبة إكمالها لعشرية تأسيسها يوم 8 مارس 2013 على انحيازها المبدئي لخيارات الإصلاح والتغيير ومعركة الشعوب المتحررة من الاستبداد، وبناء الدولة الديمقراطية الحديثة التي تحقق الكرامة والعدالة والعيش الكريم لأبنائها، محذرة من مخاطر الردة أو الانقلاب على مسار الإصلاح الذي لم يعد يقبل التأجيل أو الالتفاف، واستمرارها في مناهضة كافة أشكال الفساد والاستبداد وكل فلول وجيوب مقاومة الإصلاح. واستنكرت الهيأة الطلابية الإستهدافات المتتالية للحقوق والحريات داخل الجامعة المغربية وخاصة ما عرفته بعض الكليات والأحياء الجامعية من تدخلات أمنية عنيفة، كما تعلن تضامنها المبدئي مع كل معتقلي الحركة الطلابية المغربية وفي مقدمتهم الطالب محمد ليمام الحيرش، ودعت من جديد إلى إنصاف كافة الطلبة المعتقلين السياسيين، وإلى كشف نتائج التحقيق في وفاة الطالب محمد الفيزازي، ووقف المتابعات السياسية التي تسيء إلى سمعة الوطن والجامعة. ودعت «التجديد الطلابي» كل مناضلاتها ومناضليها وباقي مكونات الحركة الطلابية وعموم الجماهير إلى الالتحام والالتفاف حول الأشكال النضالية الراشدة خدمة لجامعة العلم والمعرفة ومناهضة العنف والإقصاء والفساد والاستبداد، ومختلف فروعها وهيئاتها إلى تخليد العشرية الأولى مع الإبداع في الأشكال والوسائل، وفتح نقاشات داخلية، بفضاءات الجامعة من أجل تقييم مسار الحركة الطلابية المغربية وتقوية أدائها ودورها في الإصلاح. ولم تنسَ المنظمة في بيانها أن تتقدم بخالص التقدير والوفاء لكافة المناضلين والمناضلات الذين مروا من مدرسة «التجديد الطلابي» وانتشروا في أرجاء المغرب وهم يحملون رسالة الإصلاح والكفاح من أجل مغرب الكرامة والحرية والعدالة، قائلة «و لجيل المنظمة الحالي الفخر بالانتماء لمدرستهم، والاستمرار في حمل مشعل الإصلاح بعدهم». بيان المنظمة أفاد أن مشروعها هو امتداد لمسار نضالي وكفاحي طلابي انطلق منذ أزيد من ثلاثة عقود من العطاء والكدح خدمة لجامعة المعرفة ومغرب الكرامة، ولد من رحم الحركة الطلابية المغربية، وأبان عن تطور مقدر للطلاب المغاربة في الارتقاء بوعيهم وفعاليتهم استجابة للتحولات الجامعية والوطنية والدولية ذات العلاقة بنظام التعليم العالي وأوضاع الشباب ودورهم في رفع تحديات التنمية والنهضة، و تجلى ذلك في عدة مبادرات لاستعادة الدور الثقافي و المعرفي للطلاب من جهة أولى، ثم إعادة الاعتبار لبرامج التوعية والتأطير الدعوي والتحصين الأخلاقي والقيمي، وتأكيد قيم التعايش والاحترام والتسامح و مناهضة العنف، والتعاطي العلمي مع قضايا الجامعة المغربية وتعزيز الدعم المدني لنضالات الطلاب النقابية ، وكذا الانفتاح على المحيط الشبابي والمدني، ثم تدشين مسار التواصل الطلابي والشبابي المغاربي والعربي والإسلامي . واعتبر البيان حصيلة «التجديد الطلابي» عطاء وثمرة أجيال من أبناء هذا المشروع الذين احترقوا ليضيئوا ساحة الجامعة والمجتمع بنضالاتهم وتضحياتهم وتفانيهم، لتمثل تجليا جديدا يرفع من درجة المسؤولية الملقاة على أعضاء و أنصار المنظمة لمواصلة و تطوير هذا المشروع في الساحة الجامعية والشبابية، ورفع جهود التأهيل التربوي والقيادي، وتعميق مبادرات التأطير والتحصيل والبحث العلمي، والنضال من أجل مغرب الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.