لقاء يجمع وهبي بجمعية هيئات المحامين    نهاية أزمة طلبة الطب والصيدلة: اتفاق شامل يلبي مطالب الطلبة ويعيدهم إلى الدراسة    الحكومة: سيتم العمل على تكوين 20 ألف مستفيد في مجال الرقمنة بحلول 2026    أسعار الغذاء العالمية ترتفع لأعلى مستوى في 18 شهرا    هولندا.. إيقاف 62 شخصا للاشتباه في ارتباطهم بشغب أحداث أمستردام    التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا لكرة السلة 2025.. المنتخب المغربي يدخل معسكرا تحضيريا ابتداء من 11 نونبر الجاري بالرباط    الطفرة الصناعية في طنجة تجلعها ثاني أكبر مدينة في المغرب من حيث السكان    دوري الأمم الأوروبية.. دي لا فوينتي يكشف عن قائمة المنتخب الإسباني لكرة القدم    امستردام .. مواجهات عنيفة بين إسرائيليين ومؤيدين لفلسطين (فيديو)    من مراكش.. انطلاق أشغال الدورة الثانية والعشرين للمؤتمر العالمي حول تقنية المساعدة الطبية على الإنجاب    الحجوي: ارتفاع التمويلات الأجنبية للجمعيات بقيمة 800 مليون درهم في 2024    هذه الحصيلة الإجمالية لضحايا فيضانات إسبانيا ضمن أفراد الجالية المغربية    المغرب يشرع في استيراد آلاف الأطنان من زيت الزيتون البرازيلي    ظاهرة "السليت والعْصِير" أمام المدارس والكلام الساقط.. تترجم حال واقع التعليم بالمغرب! (فيديو)    بيع أول لوحة فنية من توقيع روبوت بأكثر من مليون دولار في مزاد    "إل جي" تطلق متجرا إلكترونيا في المغرب    الأمانة العامة للحكومة تطلق ورش تحيين ومراجعة النصوص التشريعية والتنظيمية وتُعد دليلا للمساطر    توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت    كوشنر صهر ترامب يستبعد الانضمام لإدارته الجديدة    بورصة البيضاء تستهل التداول بأداء إيجابي    بعد 11 شهرا من الاحتقان.. مؤسسة الوسيط تعلن نهاية أزمة طلبة كلية الطب والصيدلة    هزة أرضية خفيفة نواحي إقليم الحوز    "أيا" تطلق مصنع كبير لمعالجة 2000 طن من الفضة يوميا في زكوندر        نقطة واحدة تشعل الصراع بين اتحاد يعقوب المنصور وشباب بن جرير    الهوية المغربية تناقَش بالشارقة .. روافدُ وصداماتٌ وحاجة إلى "التسامي بالجذور"    مصدر من داخل المنتخب يكشف الأسباب الحقيقية وراء استبعاد زياش    بحضور زياش.. غلطة سراي يلحق الهزيمة الأولى بتوتنهام والنصيري يزور شباك ألكمار    الجولة ال10 من البطولة الاحترافية تنطلق اليوم الجمعة بإجراء مبارتين    طواف الشمال يجوب أقاليم جهة طنجة بمشاركة نخبة من المتسابقين المغاربة والأجانب    الجنسية المغربية للبطلان إسماعيل وإسلام نورديف    مجلة إسبانية: 49 عاما من التقدم والتنمية في الصحراء المغربية    متوسط عدد أفراد الأسرة المغربية ينخفض إلى 3,9 و7 مدن تضم 37.8% من السكان    رضوان الحسيني: المغرب بلد رائد في مجال مكافحة العنف ضد الأطفال    ارتفاع أسعار الذهب عقب خفض مجلس الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة    كيف ضاع الحلم يا شعوب المغرب الكبير!؟    تحليل اقتصادي: نقص الشفافية وتأخر القرارات وتعقيد الإجراءات البيروقراطية تُضعف التجارة في المغرب        تقييد المبادلات التجارية بين البلدين.. الجزائر تنفي وفرنسا لا علم لها    إدوارد سعيد: فلاسفة فرنسيون والصراع في الشرق الأوسط    طوفان الأقصى ومأزق العمل السياسي..    حظر ذ بح إناث الماشية يثير الجدل بين مهنيي اللحوم الحمراء    المنصوري: وزراء الPPS سيروا قطاع الإسكان 9 سنوات ولم يشتغلوا والآن يعطون الدروس عن الصفيح    طلبة الطب يضعون حدا لإضرابهم بتوقيع اتفاق مع الحكومة إثر تصويت ثاني لصالح العودة للدراسة    خمسة جرحى من قوات اليونيفيل في غارة إسرائيلية على مدينة جنوب لبنان    إسبانيا تمنع رسو سفن محملة بأسلحة لإسرائيل في موانئها    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    "المعجم التاريخي للغة العربية" .. مشروع حضاري يثمرُ 127 مجلّدا بالشارقة    قد يستخدم في سرقة الأموال!.. تحذير مقلق يخص "شات جي بي تي"    الأمازيغية تبصم في مهرجان السينما والهجرة ب"إيقاعات تمازغا" و"بوقساس بوتفوناست"    الرباط تستضيف أول ورشة إقليمية حول الرعاية التلطيفية للأطفال    وزارة الصحة المغربية تطلق الحملة الوطنية للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية    خبراء أمراض الدم المناعية يبرزون أعراض نقص الحديد    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالسيدا يعلن تعيين الفنانة "أوم" سفيرة وطنية للنوايا الحسنة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«التجديد» ترصد مسارات نساء مغربيات رائدات
نشر في التجديد يوم 08 - 03 - 2013

تحل بنا اليوم مناسبة اليوم العالمي للمرأة الموافق ل 8 مارس من كل سنة تقف خلالها المرأة المغربية كما باقي نساء العالم على ما حققنه من منجزات وما يعانينه من إخفاقات في أوضاعهن الاجتماعية والاقتصادية والسياسة سواء منهن بائعة الخبز من أجل لقمة العيش أو المقاولة ذات الأسهم الكبيرة أو السياسية ذات المناصب الحكومية أو الباحثة في مختبرات العلم، أو السائرة في أرجاء الكون تسوق القطار والطائرة والسيارة والعربة، أو القابعات في بيوتهن يؤدين أجل خدمة للأسرة دون أن يتلقين عن ذلك أجرا أو اعترافا، وكأن خدمة البيت ليست نشاطا مساهما في خدمة المجتمع في أهم أنويته وهي الأسرة.
إن تخليد هذه المناسبة ينفض الغبار أيضا لتبرز نساء مغربيات بصمن التاريخ المغربي بإنجازاتهن في مختلف المجالات إذ منهن العالمة التي تنير طريق بنات جنسها بالعلم الرصين والتوعية الدينية والاجتماعية والثقافية والسياسية، ومنهن الإعلامية التي تقتحم مهنة المتاعب إلى جانب أخيها الرجل متحدية للعديد من الصعاب، ومنهن الإدارية التي تساهم في تسيير دواليب الإدارة لمجتمعها بتفان وصمود، ومنهن الاقتصادية التي تساهم في دوران عجلة الاقتصاد دون توقف سواء بحسن التدبير أو الاستثمار الجيد، كما منهن العالمة في المجتمع المدني التي توعي وتحسس وتثقف وتناضل من أجل حقوق مدنية للمرأة والأسرة والطفولة كما للرجل، ومنها الرياضية التي تجعل الاية المغربية خفاقة في الأرجاء ببطولاتها في مختلف الرياضات، ومنهن المثابرة في مختلف أرجاء المعمور بعلمها وعملها تقدم صورة مشرقة عن المرأة المغربية المهاجرة التي تمثل بلدها في الخارج أحسن تمثيل سواء بمساهمتها في العمل السياسي أو المدني أو غيره من مجالات العمل.
مناسبة 8 مارس فرصة أيضا لدق ناقوس الخطر تجاه بعض القضايا التي تعرف تعثرا في الإنجازات التي تعيق تطور المرأة من توفير خدمات تعليمية أو صحية أو اقتصادية تجعل التقارير المغربية متدحرجة بين مثيلاتها من تقارير العالم المتعلقة بتنمية المجتمعات.
وبهذه المناسبة تسلط “التجديد" الضوء على بعض المسارات للنساء المغربيات الرائدات في مجالات مختلفة كما تتناول بعض المنجزات والإخفاقات التي تعتري مجال المرأة والأسرة من الناحية التشريعية وغيرها من النواحي. وهذه التفاصيل:
خديجة القرطي.. فتحت قلبها وبيتها لمريضات السرطان
خديجة القرطي سيدة في العقد السادس من عمرها سخرت بيتها وجهدها للنساء المريضات بالسرطان اللواتي أصابتهن الفاقة أو تخلى عنهن أزواجهن حيث توفر لهن الإيواء على الأقل في فترة العلاج بالرباط.
بحي يعقوب المنصور قرب مسجد أحد بالرباط زارت «التجديد» رئيسة «جمعية جنات لإيواء مرضى السرطان» بالرباط التي فكرت في فتح بيتها لإيواء النساء المصابات بداء السرطان بعد معاناة زوجها من هذا الداء إلى أن وافته المنية، للاطلاع على أحوال المصابات فكان منها الترحيب وتوفير كل المعلومات المطلوبة.
بلغ عدد المستفيدات سنة 2011 ما مجموعه 451 امرأة فيما استفادت حوالي 598 امرأة سنة 2010 توفر لهن الجمعية الإيواء والإطعام بمساهمة المحسنين.
أسست خديجة القرطي جمعية «جنات» سنة 2008 لتقوم بإيواء المصابات بداء السرطان وعائلاتهن من مدن بعيدة والتكفل بهن إلى أن يتم شفاؤهن وعودتهن إلى بيوتهن.
قالت إحدى النساء المستفيدات من إيواء السيدة خديجة ل «التجديد» والقادمة من طنجة تعاني من مرض سرطان الثدي: «أعيش تحت رحمة كرم الكرماء ومساعدة أهلي، وهذه الجمعية (جمعية جنات) التي توفر لي المأوى أثناء فترة العلاج بالرباط»، ولم تنس (ز. ه) التي تعاني من سرطان الرحم وهي تحكي معاناتها مع المرض والفاقة، أن تشكر جمعية جنات التي توفر لها ولغيرها من النساء الإيواء في فترة الاستشفاء.
والسيدة خديجة القرطي أرملة عاشت تجربة مريرة مع مرض السرطان الذي اختطف أعز أحبابها: الزوج والأخت، مما جعلها قريبة من معاناة المرضى الذين التقتهم خلال رحلتها لمصارعة هذا المرض الفتاك رفقة زوجها وأختها...
قررت السيدة خديجة، حسب ما حكته ل «التجديد» أن تقدم للنساء المصابات بالسرطان خدمة ابتغاء وجه الله.. فجعلت من منزلها مأوى لهن خلال فترة العلاج الطويلة والمتعبة، خصوصا وأنها عاينت عن كثب معاناة المئات من المرضى رجالا ونساء، خاصة النساء فهن مريضات مرهقات بسبب التعب والإنهاك الذي تتسبب فيه الأدوية الكيماوية والأشعة بعد كل حصة، وأيضا بسبب الحصص المتعددة والمسافات الطويلة التي يقطعنها للوصول إلى الرباط قصد تلقي العلاج.
يتكون المأوى من طابقين علويين وسطح بالإضافة إلى مطبخ كبير في الطابق الأرضي.
بدأت القرطي مشروعها الخيري في البداية لوحدها، وبعد ذلك، ساعدتها صديقة موظفة، حيث أخبرت زميلاتها عن المشروع، فبدأن يجلبن لها المؤونة كل شهر... كانت تكفيني ل 20 يوما. ثم زارتها مجموعة من النسوة وجلبن لها بعض التجهيزات الخاصة بالمطبخ. هناك أيضا مساعدات نفسية، حيث تأتي بعض النسوة من جمعيات أخرى يقمن بتقديم دوس دينية للمريضات ويخففن عن المقيمات بإنشاد الأمداح النبوية.
بعد الإقبال الذي شهدته الدار، ونظرا لكون بعض المقيمات كن في حالة صحية جد خطيرة، خشيت أمي خديجة أن تموت إحداهن يوما ما فتقع في مشاكل مع السلطات.. توضح: «اتصلت بالقائد أخبره أن ببيتي مريضات أخشى أن تموت إحداهن، فأقع في مشاكل مع الشرطة، فأشار علي بإنشاء جمعية لأحصن نفسي، ووجهني في هذا الإطار»، واختارت لجمعيتها اسم «جمعية جنات لإيواء مرضى السرطان» منذ بداية سنة 2010 وتقيم الجمعية للنزيلات حفلات بمناسبات متعددة منها تنظيم مائدة إفطار.
لقد شاع اسم خديجة القرطي في الأرجاء وكتبت عنها الجرائد والمجلات، كما أقيمت حفلات تم فيها تكريم السيدة المحسنة خديجة القرطي التي شرفت مكانة المرأة المغربية في جانب من جوانب الحياة الاجتماعية حق للمغرب الافتخار بها.
فاطمة أهل باباها..رائدة في تحفيظ القرآن الكريم
تعذر الوصول إليها والحديث معها مباشرة لكن وسائل التواصل قربت البعيد فكان ل «التجديد» شرف التواصل مع امرأة مغربية شرفت وجه المغرب في منطقة الجنوب وبالضبط بمدينة الداخلة حيث ترعرعت وكبرت وتزوجت وأنجبت وحفظت القرآن وعملت على تعليمه لتابعيها من الأجيال.
إنها السيدة «فاطمة أهل باباها» التي ولدت بالداخلة جنوب الصحراء المغربية سنة 1938 وهي أم لولد وأربع بنات، كبرت في منطقة تيرس بالداخلة وبها ولجت إلى سلك التعليم العتيق حيث تلقت التدريس المحضري، حيث درست ب «محضرة» والدها رحمه الله «أبيه» حفظت القرآن وهي في سن مبكرة لم تتجاوز بعد 10 سنوات، كما حفظت متون الفقه والسيرة والعقائد، وأصبحت تدرس النساء والأطفال تطوعا.
وتعتبر فاطمة أهل باباها مرجعا لعدد من الباحثين يأخذون منها معلومات عن تاريخ منطقتها بالداخلة، ومعلومات دينية سواء منها ما ارتبط بالسيرة النبوية وغيرها إضافة إلى بعض أشعار أدباء المنطقة.
رزقت فاطمة ببنتها مريم البكر سنة 1960 وهي الآن موظفة في الصناعة التقليدية ومهتمة بالتراث الحساني، وفاعلة في المجتمع المدني، وبنتها الثانية الكنتاوي حمة من مواليد 1964 مستخدمة ضمن فوج ما يسمى ب «أشبال الحسن الثاني» والصغرى مريم المزدادة سنة 1966 والتي تعمل صحافية بإذاعة الداخلة الجهوية، وهي فاعلة جمعوية ومستشارة جماعية قرب جماعة أوسرد.
ولفاطمة ابنة رابعة من مواليد 1972 التحقت بالتعليم بعد أن أولت أسبقية للزواج وتربية النشء، وهي فاعلة في بعض الجمعيات التنموية.
أما الولد الخامس وهو ذكر يحمل اسم «أبا» رأى النور سنة 1975 ويعمل الآن مهندسا بوزارة العدل وحضر الدكتوراه في تخصص هندسة رياضيات.
تعتز فاطمة أهل باباها بحفظها للقرآن وتعتبره منارة لها في حياتها الأسرية والعلمية، وشرف لها كامرأة مغربية أصيلة تعتز بانتمائها لمغرب أصيل مسلم استطاع أن يصنع له مكانا بين مختلف الأمم بنساء عالمات ومجدات ومثابرات على مختلف الأصعدة.
ترى فاطمة أهل باباها أن المرأة المغربية عاشت تغيرا فيه الإيجابي والسلبي حسب البيئة والمحيط الذي تربت فيه كل امرأة، لأن المرأة التي لديها رصيد من الدين والأخلاق تعرف كيف تستثمر هذا التحول إيجابيا عن طريق الثقافة، وتحسن خدمتها للمجتمع فيما المرأة التي ليس لديها رصيد تعيش التقليد وتتصف بالسلبية.
توصي «فاطمة أهل باباها» نساء المغرب بحفظ القرآن الكريم لقول الرسول الكريم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، مشيرة إلى أن حفظه سهل أمامها كل أبواب العلم والمعرفة لأن القرآن تحدث عن كل ذلك ومحظوظ من نال حفظه وتعلم على منهاجه.
وذكرت المتحدثة بقوله تعالى: «ما فرطنا في الكتاب من شيء».
وعن تربيتها لأبنائها لا تفتر فاطمة عن تعليمهم منذ بدئهم بتعلمهم الكلام، إذ تقرأ لهم القرآن في الألواح وتؤكد لهم على قراءته وحفظه والالتزام بتعاليمه.
وعن شريك حياتها فإنه توفي رحمه الله نهاية دجنبر سنة 1979 وكان رحمه الله هو الآخر حافظا للقرآن الكريم واستفادت منه وبقيت على العلم والتعلم، مثابرة في تربية أبنائها الذين تعتبرهم أمانة في عنقه.
نالت فاطمة أهل باباها شهادة تقديرية وحظيت بتكريم من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في إحدى ليالي القرآن بمسرح محمد الخامس بالقرآن باعتبارها من أول النساء الحافظات للقرآن بجهة الصحرء المغربية.
وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة تتمنى فاطمة أهل باباها للمرأة المغربية خاصة والمسلمة عامة ما تمناه الرسول الكريم لنسائه وبناته ولنساء وبنات المسلمين من التزام بالدين والتقوى وعدم التبرج وعدم التفريط في مسؤولية الأبناء والبيت والمجتمع.
ودعناها عبر الهاتف وهي تدعو لبنات جنسها من بنات حواء بالتقدم والازدهار في ظل الشريعة الإسلامية الغراء، وبحفظ القرآن الكريم وجعله دستور حياة.
حق لها التكريم وحق لها التشريف فهي المرأة المغربية الأصيلة الثابتة على الحق..المربية أحسن تربية والمؤثرة في مجتمعها بالخير والصلاح.
سميرة الفيزازي.. سيدة النشرة الجوية التي أقعدها المرض
«سميرة الفيزازي» اسم منقوش في أذهان المغاربة منذ حوالي ربع قرن مقرونا بتقديم النشرة الجوية على القناة الأولى المغربية، بقيت صامدة قوية إلى أن تكون جيل من النساء والرجال شاركها في خدمة تقديم النشرات الجوية، وكذلك بقيت صامدة قوية وهي تصارع المرض الذي أصابها قبل أشهر معدودة وأقعدها عن العمل مجبرة للخضوع للعلاج.
طوال حديثها لساعات في بيتها بحي الرياض بالرباط، لم تفارق الابتسامة محياها في إشارة قوية منها إلى أنها راضية بما قسمه الله لها من المرض، صامدة قوية بذكر الله، معتزة بعملها في مهنة المتاعب منذ 1984 وخصوصا في تقديم خدمة جليلة للمشاهد متمثلة في إخباره بأحوال الطقس ليكون على استعداد مهما كان مجال عمله.
بدت سميرة قوية، مستمدة قوتها من قربها من الله عز وجل، ومن التربية الأصيلة التي تربت عليها منذ أن رأت النور بمدينة الناظور ونشأتها بين أحضان أسرة مغربية أصيلة، من أم ساهرة على تربية أبنائها والوقوف إلى جانب زوجها رحمه الله، وأب تقلد مهمة في السلطة نجح في المزاوجة بين ممارسة مهنته في السلطة وتربية أبنائه على الجد والانضباط.
درست سميرة الفيزازي تعليمها الثانوي كما الابتدائي بمدينة الناظر والتحقت بالعاصمة الإدارية الرباط لإكمال تعليمها الجامعي، لكنها التحقت بمهنة المتعب قبل إكمال مشوارها العلمي، لتسهر على خدمة المشاهد المغربي عبر تقديم نشرة أحوال الطقس بعد خضوعها لتكوينات في المجال.
تحمد سميرة الفيزازي الله عز وجل على الإقبال الذي عرفته خدماتها التلفزية من خلال تجاوب الجمهور وارتباطه بها وسؤاله عنها كلما غابت عن الشاشة ولو ليومين فقط، وهذا ما ترك في نفسها أثرا عميقا، أحست معه بثقل المسؤولية تجاه هذا المشاهد الوفي.
وصفت سميرة عملها بالمهم والشاق في الوقت نفسه خصوصا قبل أن يلتحق طاقم من الرجال والنساء بهذا العمل الذي يستدعي تجندا مستمرا وصمودا من أجل المشاهد رغم حوادث المرض التي يجب أن تبقى مختفية على المشاهد. وهكذا فإن سميرة قدمت النشرات الجوية وهي تارة في حالة كسر باليد، لكنها لم تظهر للمشاهد، وتارة بيد محروقة ومغطاة دون أن يلاحظ المشاهد ذلك.
وككل المهن لابد للشخص أن تقع له بعض الوقائع تبقى محفورة في ذهنه، ومنها أن سميرة مرة كانت تقدم النشرة فإذا بها وهي تتراجع إلى الوراء لتسقط من على رافعة تقام لمقدم النشرة ولحسن الحظ أن الأمر يتعلق بتسجيل قبلي وليس بتقديم مباشر، وإلا لشاهد الجمهور المغربي سقطة لن ينساها.
أعطت سميرة حيزا هاما من حديثها لعلاقتها مع مديرية الأرصاد الجوية ذاكرة إياها بالشكر والثناء لخدماتها الجليلة ولمكانتها ضمن عمل مقدمي النشرات، مشيدة بعمل نساء مهندسات في المجال يشهد لهن بالكفاءة العالية والأخلاق الحميدة والتفاني في خدمة المواطن المغربي.
وأشادت سميرة الفيزازي كثيرا بعمل محمد بلعوشي مسؤول التواصل بمصلحة الأرصاد الجوية الذي أحيل على التقاعد أخيرا، منوهة بعمله الجبار وتفانيه في مجاله، معتبرة إياه مرجعا لها وسندا لها لن تنسى جميله ما حييت.
وقالت عن بلعوشي إنها متأكدة من أنه لن يقعد عن العمل رغم حصوله على التقاعد، لأنه يتفاني في العمل الجمعوي الذي لم يكن معروفا عنه لكونه يعمل في الخفاء.
تزوجت سميرة من رجل بعيد عن مجال عملها، لكنها تعترف له بالتقدير والاحترام المتبادل والتشجيع في مسارها العملي رفقة فلذتي كبدها اللتين تدرس إحداهما بالثانوي بالرباط والثانية بالتعليم العالي بفرنسا.
وتعتبر سميرة بكر أبيها من بين أربع بنات وابن نالوا كلهم شواهد تعليمية عليا ومنهم الصغرى التي م تزال تتابع تعليمها العالي.
وترى سميرة أن أمن المجتمع مرتبط ارتباطا وثيقا بأمن النواة الأولى وهي الأسرة لذا فهي تؤكد على أهمية المودة والرحمة في الحياة الأسرية والاحترام والتقدير المتبادل بين الزوجين خصوصا إذا كان يعملان في مجالين مختلفين، يتعين على كل واحد أن يتفهم مجال عمل شريكه ليكون له سندا قويا.
وتعتز الفيزازي أيضا بعمل الصحافيات في مختلف المجالات ومختلف الأصعدة سواء في الصحافة المكتوبة أو المرئية والمسموعة وكذا الإلكترونية، مشيرة إلى أن هناك نساء أثبتن جدارتهن باستحقاق في مسؤوليات تقلدنها في منابر إعلامية مختلفة على الصعيد الوطني والدولي. لكن سميرة آثرت وطنها على العمل خارج المغرب رغم أنها عرضت عليها مناصب ذات قيمة في قنوات فضائية عربية مشهورة وهي في قمة عطائها المهني، مؤكدة أن وطنها أعز عندها من كل الأوطان وأن خدمة وطنها أولى من الشهرة في منبر إعلامي آخر مهما كانت المغريات المادية والمعنوية.
وعن مرضها تبدو سميرة قوية العزيمة راضية بقضاء الله تلجأ إليه في الليل والنهار معلنة تعلقها بالله عز وجل في الصحة والمرض، سائلة المولى عز وجل أن يطيل في هذعمرها حتى تؤدي رسالتها في الأمومة على أحسن وجه تجاه بنتيها ورسالتها تجاه أسرتها الصغيرة وعائلتها الكبيرة وتجاه وطنها من خلال العودة إلى عملها بعد تماثلها للشفاء.
كان حديث سميرة ل «التجديد» متسما بالإيمان والإنسانية وهي تعاني من سرطان القولون منذ رمضان الماضي مستلحة بالأمل والحب الذي تعتبره أكبر علاج للمصاب بهذا المرض، على اعتبار أن حب الناس والمقربين يساهم ب 90 في المائة من العلاج.
أثنت سميرة الفيزازي وهي تستحضر محطة اليوم العالمي للمرأة على جل النساء المغربيات سواء منهن ربات البيوت اللواتي سهرن على تربية أجيال قوية، أو العاملات خارج المنازل في مختلف المجالات مسجلات ريادتهن في ميدان الاقتصاد والعلم والسياسة والعمل المدني وغيرها من المجالات.
وتوصي العاملات في مجال صاحبة الجلالة بالتحلي بالجدية والوفاء للمتلقي والسهر على خدمته على اعتبار أن الإعلام من أكبر المساهمين في التنشئة الاجتماعية إلى جانب الأسرة والمدرسة وغيرها من جوانب التأطير للمواطن.
ودعنا سميرة الفيزازي وابتسامتها المشرقة لا تفارق محياها، ممزوجة بالدعاء بالتوفيق لكل من يقدم خدمات جليلة لهذا الوطن العزيز.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.