قال أحمد الريسوني، عضو مؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، «إذا كان التاريخ قد قضى بأن هناك عربا وأمازيغ وأكرادا وأتراكا وفرسا، فلابد من التعامل مع هذا الواقع وليس هناك ما ينفيه وما يمنعه، لكن يجب أن تُسوى هذه القطع لكي تكون جزءا من البناء الكبير». وأكد المتحدث بأن ما يسمى الآن بالحركة الأمازيغية في المغرب والجزائر وغيرهما، لكن بالدرجة الأولى في المغرب والجزائر، تُصحب بما أسماه نزعة عدائية ضد العروبة والإسلام، معتبرا أن هذا عمل هدام ضد الدين، وضد الوحدة الوطنية، ضد كل شيء. راجيا أن تنكسر تلك النزعة في وقت من الأوقات، وتعود حسب المتحدث إلى الاعتدال. وأوضح الريسوني أنه «حينما نقرأ أحيانا في بعض الكتب والجرائد أو نسمع بعض التصريحات فعلا فهناك ناس أخذوا على عاتقهم الأمازيغية لطرد العروبة والإسلام»، مضيفا أن أحدهم قالها بشكل صريح، قال المغرب عرف اليهودية فمضت، وعرف المسيحية ومضت، والرومان ومضوا، والإسلام والعرب سيمضون ناسبا ذلك القول إلى من وصفه بأحد الرموز. واعتبر الريسوني ذلك عملا هداما، قائلا: «أنا أعتقد جازما بأن ثمانية وتسعون أو تسعا وتسعون في المائة من الأمازيغ ليس لهم شيء من هذا ( النزعة الهدامة)، معتبرا المشكل سيقوم إذا كان هذا الواحد في المائة ينتفخ ويزداد. و حسب تسجيل فيديو لمحاضرته متداول على «اليوتوب»، أكد الريسوني قائلا: «ليس هناك أدنى حرج ولا إشكال في تنمية الثقافة الأمازيغية واللسان الأمازيغي، والتاريخ الأمازيغي»، موضحا بأنه قبل مجيئه إلى الدوحة قبل شهر كان له لقاء مع برلمانيين من حزب العدالة والتنمية وسأله واحد منهم من مدينة الناظور، قائلا بأنه دعي إلى احتفال بالسنة الأمازيغية (جمعيات أمازيغية نظمت احتفالا في الناظور حول السنة الأمازيغية) هل أحضر أم لا أحضر؟ وأجابه الريسوني بأن يحضر إذا لم يكن هناك شيء ضد الإسلام أو عمل يدعو إلى التفرقة أو عداوة ضد العرب، مضيفا للسائل «إذا رأيت شيئا من هذا فاستنكره لكن الاحتفال بالسنة الأمازيغية مرحبا به. و أضاف الريسوني « الاحتفال بالتاريخ الأمازيغي مرحبا به وبالانجازات وبكل شيء مجيد وجميل وبناء، سواء كان قبل الإسلام أو بعده مرحبا به، مضيفا بأنه «مرحب به كجزء منا كبشر وكجزء منا كمغرب وكجزء منا كمسلمين، ومعلقا بالقول: «لأن البربر آل أمرهم إلى أنهم مسلمون فتاريخهم وحضارتهم تاريخ المسلمين». وقسم الريسوني الجهات التي تتنازع اللغة الأمازيغية إلى قسمين، جهة تجعل من الأمازيغية جزءا من الأمة الإسلامية، وجزءا من الوطن. وجهة ذات النزعة المشار إليها، موضحا بأن تلك النزعة لا توجد في نظره وحسب معلوماته إلا ضمن أقلية محدودة جدا.و قال الريسوني إنه سأل أمازيغيا ليس من الطائفة المتشددة، هل يريد هؤلاء أن يوصلونا إلى سيناريو الهوتو والتوتسي؟ مؤكدا بأن بعض الناس الذين تقرأ لهم أو تسمع لهم، لو ذهبت الأمور وفق فكرهم لوصلنا في قرن أو سبعين سنة إلى سيناريو الهوتو والتوتسي. وأوضح الريسوني بأنه شخصيا مع إعطاء الأكراد أقصى ما يمكن من حقوقهم التي لا تهدم. مضيفا بأنه في تركيا تكلم مع بعض الأتراك، فوجد بأنهم لا يستسيغون المسألة (الحقوق)، موضحا بأنه حينما تقول للأتراك الأصليين يجب أن يأخذ الأكراد الحكم الذاتي وتدرس لغتهم، يعتبرون ذلك شيئا لا يطاق. وأكد المتحدث بأن إعطاء الأكراد حكما ذاتيا هو أمر بسيط، ورأى أن شيئا من هذا (الرأي) يوجد عند إخوان العدالة والتنمية التركي لكن الرأي العام والجيش والنخبة السياسية ضد ذلك. و قال الريسوني إن استعمال اللغة الكردية في أي مؤسسة بغرض التخاطب الشفوي يعاقب عليه في تركيا، معتبرا ذلك ظلما شديدا جدا. ملاحظا بأن هذا الذي يجعل الأكراد أحيانا يقولون بأن الأتراك أقاموا دولة طورانية تركية متعصبة، وبجانبنا حزب البعث في سوريا، وأقام العراق دولة عربية عروبية متعصبة. فيجعلهم ذلك كله يطلبون أشياء أخرى، مؤكدا أن لهم الحق في ذلك. مضيفا بأن الأكراد يقولون إما أن يحكمنا الإسلام كما كان أو أن كل واحد ينادي بقبيلته. وأضاف الريسوني بأن للأكراد وغيرهم حقوقا ثقافية وسياسية واجتماعية ولغوية إلى آخره ويجب الذهاب فيها بعيدا. موضحا بأن المسلمين حينما يكونون في وضع سليم ومريح كلهم يحبون اللغة العربية. فالألماني الذي يسلم يقصد السعودية أو موريتانيا ليتعلم اللغة العربية. ومجددا قوله بأن الناس يعلمون أن هذه مسألة دين. فتدعيم اللغة العربية على أساس أنها لغة الدين للمسلمين جميعا وأنها هي اللغة الرسمية لدين المسلمين جميعا هذا يجب أن يكون مسلّما ويجب أن ندعمه. فالشعوب خدمت الإسلام وخدمت التراث الإسلامي والأمازيغ خدموا اللغة العربية خدمة معروفة واللغويون المشاهير في المغرب مثل ابن اجروم وغيرهم هؤلاء أمازيغ. وسبويه والعجم خدموا اللغة العربية ولم تكن لهم أية عقدة مع اللغة العربية. و ختم الريسوني بقوله «إذا لم تبق لنا أي عقدة مع اللغة العربية باعتبارها لغة دينية رسمية لجميع المسلمين فحينئذ يجب تنمية جميع اللغات والثقافات في إطار الثقافة الإسلامية والوحدة الإسلامية والأجواء الإسلامية».