الدغرني: تصريحات الريسوني وضعته ضمن دائرة التطرف الأصولي حميد المهدوي - شن رمزا الحركة الأمازيغية بالمغرب، أحمد عصيد وأحمد الدغرني، هجوما عنيفا ضد أحمد الريسوني، عضو حركة "التوحيد والاصلاح"، الذراع الدعوي لحزب "العدالة والتنمية"، على خلفية ما صرح به الريسوني يوم الجمعة فاتح مارس، أمام الجالية المغربية بالدوحة ضمن محاضرة تحت عنوان "عناصر الوحدة الإسلامية"، عندما اتهم فئة داخل الأمازيغية بكنها لحقد شديد ضد العروبة والاسلام، محذرا بذلك من مصير "الهوتو والتوتسي" في رواندا. وقال عصيد، لموقع "لكم. كوم" إن الريسوني بهذه الاتهامات يكون مٌطالبا اليوم بالحجة والبينة، وإلا سُيصنف ضمن "الفساق" انسجاما والنص القرآني الذي يقول: " يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين". واستهجن الناشط الأمازيغي، تقسيم الريسوني للأمازيغ إلى فئة "هدامة وحقودة على العروبة والاسلام" وفئة أخرى من الأمازيغ غير ذلك، موضحا أن هذا التقسيم غير وارد وغير صحيح و لو كان موجودا لظهر في كتابات الامازيغ والبلاغات والبيانات التي ينشرونها بين الفينة والأخرى، والحال، يضيف عصيد أن ما يعتبره الريسوني عداءً للإسلام هو فقط نقدا بناءً للأصولية المتطرفة والسلفية الوهابية التي يمثلها الريسوني ومن معه. كما استهجن عصيد، حديث الريسوني عن الفتنة وإمكانية تصور سيناريو "الهوتو والتوتسي" داخل المغرب، وقال متسائلا مع الريسوني: لماذا لم نسمع لك موقفا ضد المذابح التي تقودها السلفية في مالي وسوريا ومصر وإحراق الأضرحة وتهديد النساء في الشارع العام والتمثيل بالشخصيات الأدبية والفكرية أليست هذه هي الفتنة الحقيقة والتي تتم باسم الإسلام؟ من جهته، استنكر أحمد الدغرني، الأمين العام ل"الحزب الديمقراطي الأمازيغي" تصريحات الريسوني ضد الأمازيغية، معتبرا أن الأخير عاد بالمغاربة عبر مواقفه تلك إلى مرحلة ما قبل دستور 2011، الذي نص على الاعتراف بالامازيغية كلغة وهوية وطنية. وقال الدغرني، لموقع "لكم. كوم"، إن تصريح الريسوني يضع حزبه ضمن دائرة التطرف الأصولي، مشيرا إلى أن أصحاب النزعة الهدامة في شمال إفريقيا هم الأصوليون المتطرفون وليسوا الأمازيغ، وأن التطرف الأصولي هو الذي جلب الاستعمار إلى إفريقيا من جديد، وما يقع الآن في جبال الأزواد، يضيف الدغرني، هو دليل على أن الذي يهدد شمال إفريقيا هو التطرف الأصولي وليس شيئا آخر. وعلى غرار عصيد، استهجن الدغرني تقسيم الريسوني للأمازيغ إلى فئة حاقدة على العروبة والاسلام وفئة متصالحة ومتعايشة مع الاسلام والعروبة، موضحا بأن هذا "التقسيم خاطئ لم يدرك أساسه ولم يوضح ما يعنيهم بالمتطرفين"، محذرا الريسوني من "لسانه أمام مسلحين في ليبيا حتى لا يتعرض لعواقب وخيمة"، وأشار الدغرني إلى أن الامازيغ في ليبيا وشمال افريقيا مسلحون ولم يحدث أن خاضوا حربا عنصرية ضد العرب باعتبارهم عرب أو مسلمين. وتساءل الدغرني مع الريسوني "هل سبق لك ان سمعت أن أمازيغيا قتل عربيا رغم أنهم مسلحون؟ كما استهجن الدغرني تصريح الريسوني بخصوص تنبئه بمصير " الهوتو والتوتسي" داخل المغرب، وقال هذه مقاربة "خاطئة وغير منطقية ومن المؤسف للغاية أن الريسوني أصبح ماضويا جدا أكثر مما كان مألوف منه"، و"عائلة الريسوني التي ينتمي إليها هي عائلة معروفة ريفية امازيغية وقد أساء بتصريحاته تلك إلى عائلته وإلى نفسه عندما اعتبر امازيغ المغرب سيصبحون مثل "الهوتو والتوتسي". وكان الريسوني، قد حذر مما أسماها ب"النزعة الأمازيغية العدائية"، التي يتبناها بعض نشطاء الحركة الأمازيغية في المغرب ضد العروبة والإسلام، مضيفا خلال المحاضرة المشار إليها أعلاه، إلى أن أصحاب هذه النزعة يتبنون فكرا هداما ضد العروبة وضد الدين وضد الوحدة الوطنية وضد كل شئ، وتمنى الريسوني أن تنكسر هذه النزعة، ويعود أصحابها إلى الإعتدال، قبل أن يضيف بأنها تبقى محدودة لأن من يتبناها في نظره هم "فئة ضئيلة لكنها حاقدة وهدامة"، على حد تعبيره. وتساءل الريسوني، هل هؤلاء يريدون أن يقودونا إلى مصير "الهوتو والتوتسي". مضيفا بأنه لو افترضنا ونجحت سناريوهاتهم بعد سبعين سنة أو قرن فسيقودوننا إلى سينايو الهوتو والتوتسي، الذين، كما قال، بعد مقتل مليون "عاد تهرس ليهم الرأس" على حد تعبيره.