اختار أحمد الريسوني العاصمة القطرية الدوحة منبرا لتكفير ومهاجمة المواطنين المغاربة الامازيغ، حيث اتهم الحركة الأمازيغية» بالنزعة العدائية». والأخطر من ذلك فقد أعلن» الفقيه» عن تكفير الامازيغ المغاربة ومعاداة المغرب ةالعروبة . الريسوني الذي كان يحاضر في قطر أمام أفراد من الجالية المغربية بالخليج العربي قال «إن ما يسمى الحركة الامازيغية في المغرب مصحوبة بنزعة عدائية شديدة ضد العروبة والإسلام « وهو تصنيف عنصري ويفرق بين المغاربة. وزاد الريسوني في التقول العدائي « الامازيغية تتبنى فكرا هداما ضد العروبة وضد الدين وضد الوحدة الوطنية وضد كل شيء». ولم يتورع زعيم الجناح الدعوي لحركة التوحيد والإصلاح الحاضنة الايديولوجية لحزب العدالة والتنمية في المغرب ومسؤول في التيار العالمي للإخوان المسلمين في وصف الامازيغ بأنهم أشبه ب»التوتسي والهوتو» اللتين خاضتا حربا عرقية ودموية في رواندا خلفت آلاف القتلى .» من جهته، اعتبر الناشط الحقوقي عبد الحميد أمين تصريحات الريسوني بأنها خطيرة، وهي دعوة إلى الفتنة وتقسيم المجتمع المغربي، وطالب جميع الديمقراطيين في المغرب بإدانة هذه التصريحات التي أعلن استنكاره لها، معتبراً إياها تصريحات مجانية مؤكداً أن الحركة الأمازيغية حركة مشروعة تدافع عن حقوق لغوية ولها مطالب عادلة تساندها كل القوى الحية. أما الباحث أحمد عصيد فقد اعتبر تصريحات الريسوني تتنافى كلياً مع فكر وخطاب الحركة الأمازيغية، مؤكداً أن ما يعتبره الريسوني عداء للإسلام هو في حقيقته معارضة ونقد للتطرف الديني الوهابي وليس للإسلام ديناً أو عقيدة. وأضاف إن نعت الريسوني للأمازيغية بمعاداة العروبة، إنما هو في حقيقته نقد مؤسس لإيديولوجيا التعريب المطلق، وليس للعروبة كهوية ولا للغة العربية ولا لثقافتها. وأكد الباحث المغربي أن الريسوني لم يكلف نفسه عناء الإطلالة على وثائق الحركة الأمازيغية وأدبياتها والتي تصب كلها في إطار دعم الانتقال نحو الديمقراطية، بتكريس التعددية والاختلاف واحترام كل المكونات، والدليل على صدقية الحركة الأمازيغية، حسب عصيد، هو أنه تم ترسيمها بالتعديل الدستوري الأخير والاعتراف بكل مكونات الهوية المغربية بدون استثناء. واعتبر عصيد أن الدافع وراء تصريحات الريسوني في الحقيقة هو شعورهأن خطاب الحركة الأمازيغية يقف حجر عثرة في طريق التنميط الديني للمغرب، لأن مشروع الاسلاميين المتطرفين يتنافى والمشروع الديمقراطي القائم على الاعتراف بالتنوع والاختلاف. كما أن الريسوني ومن معه يدركون بأن الأمازيغية تمثل الأصالة المغربية بقيمها المتسامحة القائمة على الحرية والمساواة، وهذا ما يزعجهم لأن هدفهم أن يجعلوا من خطابهم الممثل الوحيد للأصالة المغربية في صيغة التأويل المتطرف للدين واعتبار القيم المغربية أجنبية أو غربية، وهذا ما أثبتت الحركة الأمازيغية خلافه تماماً. وسبق للريسوني أن شكك في قدرة إمارة المؤمنين على الإفتاء حين عودته من المملكة العربية السعودية. وفي آخر خرجة إعلامية له هاجم العلماء والفقهاء المغاربة الذين لا يسيرون في ركبه الإخواني، وكانت كل خرجاته تترك امتعاضا لدى الفاعلين باعتبارها نوعا من الغلو والجرأة على الإفتاء بغير حق ولا شرعية، خاصة حين أفتى بالسماح بالتنصير في المغرب.