كشفت دراسة حديثة نشرت أمس الاثنين أن 49 ألف شخص تقل أعمارهم عن 65 سنة لقوا مصرعهم بفرنسا خلال سنة 2009 بسبب تناول الكحول، إذ تم تسجيل وفاة 36 ألفا وخمسمائة رجل ، بنسبة 13 بالمائة من وفيات الرجال، و12 ألفا و500 امرأة أي ما يعادل 5 بالمائة من وفيات النساء بفرنسا. وأكدت الدراسة التي أنجزها خبراء بمعهد «كوستايف روسي» نشرتها الصحيفة الأوربية للصحة العمومية أن الكحول من الأسباب التي تسبب الموت قبل الأوان، بما أنه يتسبب في مقتل 22 % من الأشخاص المتراوحة أعمارهم بين 15 و48 سنة و18 % بين 35 و64 سنة ونسبة 7 % من البلغين 65 سنة فما فوق. وأوضحت الدراسة أن الوفيات التي تعزى أسبابها إلى تناول الكحول، بفرنسا، تهم أساسا الإصابة بالسرطان بنسبة 15000 حالة وفاة سنويا، و12 ألف وفاة بسبب الأمراض المتعلقة بالقلب والشرايين وأزيد من 8 ألآلاف بسبب أمراض الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى باقي الأمراض الأخرى، بما في ذلك الاضطرابات النفسية المرتبطة بالكحول المسببة لحوادث الانتحار. وأوضحت الدراسة ارتفاع نسبة الوفيات بسبب الكحول بفرنسا مقارنة مع باقي دول الجوار، إذ أن كميات الكحول المستهلكة سنويا تعادل نسبة 27 غراما من الكحول استهلاكا يوميا للفرد الواحد البالغ 15 سنة، وفق الدراسة ذاتها، التي تؤكد تراجع هذه النسبة بحوالي 50 % بعدما كانت قبل 50 سنة قد وصلت 33 %، فيما ظل تراجع النسبة خلال السنوات الأخيرة طفيفا إذ وصل سنة 2010 حدود 26.6 % مقابل 27 % سنة 2009 وإلى 27.3 سنة 2011. وذكرت الدراسة الفرنسية أن نسبة وفيات الرجال التي بلغت 13 % في فرنسا لم تتجاوز 5 % بسويسرا و3 % في ايطاليا وأقل من 1 % في الدنمارك. في حين أن نسبة وفيات النساء بسبب الأمراض الناتجة عن تناول الكحول لدى النساء التي بلغت 5 % في فرنسا لم تتجاوز حسب الدراسة 2 % في صفوف الايطاليات و1 % في صفوف الدانماركيات. وفي موضوع ذي صلة أفادت منظمة الصحة العالمية، في تقرير سابق، أن تعاطي الكحول يتسبب على نحو ضار في وقوع 2.5 مليون حالة وفاة كل عام، إذ يقضي حوالي 32 ألف شاب من الفئة العمرية 15-29 سنة نحبهم كل عام لأسباب لها علاقة بالكحول، ممّا يمثّل 9 % من مجموع الوفيات السنوية التي تُسجّل بين تلك الفئة. وفي موضوع ذي صلة ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية في وقت سابق أن المغاربة يستهلكون سنويا ما بين مليونين و550 ألف لتر و3 ملايين و400 ألف لتر من المشروبات الكحولية، إذ يتوفر المغرب على 12 ألف هكتار من الكروم التي تعتمد في إنتاج الخمور، بالاضافة إلى أن واردات المغرب ارتفعت من المشروبات الكحولية خلال السنوات الماضية بأزيد من 120 في المائة. ولاحظ المصدر ذاته أن الأجانب لا يمكنهم استهلاك كل هذه الكميات من الخمر. وتصاعد الجدل في المغرب بشأن بيع الخمر للمغاربة المسلمين، وهي مسألة بالغة الحساسية في دولة يحظر فيها القانون بيع الكحول للمسلمين؛ غير أنه يتعرض يوميا للانتهاك. ويعود منع بيع الخمر للمغاربة إلى ظهير ملكي الصادر سنة 1967 الذي ينص على منع بيع المشروبات الكحولية للمغاربة المسلمين أو منحها لهم مجانا. في الوقت الذي لا تفرض المتاجر أي شروط على بيع الخمور للمسلمين، كما أن الحانات المنتشرة في العديد من المدن الكبرى في المغرب لا تعمل في السر. ويحتل الكحول المرتبة الثالثة في العالم ضمن أهمّ عوامل الخطر المرتبطة بعبء المرض، ويحتل المرتبة الأولى في هذا الصدد في إقليمي غرب المحيط الهادئ والأمريكتين والمرتبة الثانية في أوروبا.وهناك علاقة بين الكحول وبين كثير من المشاكل الاجتماعية والتنموية، بما في ذلك العنف وإهمال الأطفال وإيذاءهم والتغيّب عن العمل.