توفي بعد ظهر يوم الأحد8 فبراير 2013 الباحث والمحلل الاقتصادي إدريس بنعلي في إحدى المصحات الخاصة بمدينة مراكش عن عمر يناهز 69 عاما بعد صراع مع المرض. وعلم لدى أقارب الفقيد أن جثمان الراحل سيوارى الثرى اليوم بمقبرة الشهداء بالرباط. وكان الفقيد أستاذا باحثا بجامعة محمد الخامس بالرباط ومختصا في الشؤون المغاربية كما شغل منصب رئيس لجنة دعم الانتاج السينمائي. كما يعد أحد مؤسسي جمعية «مغرب بلوس». الخبير في الشؤون الاقتصادية عرف بآرائه الصريحة وتحليلاته الجريئة بخصوص القضايا الاقتصادية والاجتماعية. ونشأ الفقيد في الرباط بين أحياء ديور الجامع والعكاري، معقل الحركة الوطنية في ذلك الوقت. وفقد بنعلي والده عندما كان في الثانية من عمره، وترعرع على يد والدته وجده وجدته من ناحية الأب. درس بنعلي بثانوية مولاي يوسف بالرباط، كما أمضى سنة في المستوى الثانوي بطنجة، ليكمل دراسته بفرنسا. وعندما بلغ 18 سنة عايش الفقيد تشكيل أول برلمان مغربي سنة 1964. وبعد حصوله على شهادة الباكالوريا، توجه بنعلي إلى غرونوبل لدراسة الاقتصاد، ليختار بعدها العودة إلى الوطن. وسبق للراحل أن قال عن تلك المراحل التي تميز بها مساره «بدأت بدراسة التجارة، بعدها صرت خبيرا في المحاسبة، غير أن هذا لم يكن ليشغل كل وقتي. إلا أني وجدت نفسي في الاقتصاد». وبدأ الفقيد مسيرته التدريسية في المغرب بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء قبل أن يلتحق بجامعة محمد الخامس بالرباط. وعلى امتداد أزيد من ثلاثين سنة ترك الفقيد بصماته على أجيال من الأطر وصناع القرار، لاسيما من خلال الآراء التي كان يدلي بها بخصوص الإشكاليات الكبرى التي يعرفها الاقتصاد. وكتب الفقيد العديد من الكتب والمقالات من بينها «التنمية والانتقال نحو اقتصاد السوق»، و»التجارة شمال-جنوب»، و»تحليل العلاقات شمال-شمال»، و»اقتصاد التنمية». وبحسب بن علي، فإنه في ظل الأزمة الاقتصادية على المغرب أن يلج مجال التصنيع، وألا يربط اقتصاده بقطاعات هشة مثل السياحة والخدمات