يعتبر الاقتصادي اللامع ورجل التواصل البارع، إدريس بنعلي٬ الذي توفي بعد ظهر أول أمس الأحد، في إحدى المصحات الخاصة بمدينة مراكش، عن عمر يناهز 69 عاما بعد صراع مع المرض٬ رجل اقتصاد كبير عرف بآرائه الصريحة وتحليلاته الجريئة بخصوص القضايا الاقتصادية والاجتماعية، خلال مسار امتد لعشرات السنين. ونشأ الفقيد في الرباط بين أحياء ديور الجامع والعكاري٬ معقل الحركة الوطنية في ذلك الوقت. وفقد بنعلي والده عندما كان في الثانية من عمره٬ وترعرع على يد والدته وجده وجدته من ناحية الأب. درس بنعلي بثانوية مولاي يوسف بالرباط٬ كما أمضى سنة في المستوى الثانوي بطنجة٬ ليكمل دراسته بفرنسا. وعندما بلغ 18 سنة عايش الفقيد تشكيل أول برلمان مغربي سنة 1964. بعد حصوله على شهادة الباكالوريا٬ توجه بنعلي إلى غرونوبل لدراسة الاقتصاد٬ ليختار بعدها العودة إلى الوطن والمساهمة في تطوير مجتمعه. يقول عن المراحل التي تميز بها مساره "بدأت بدراسة التجارة٬ بعدها صرت خبيرا في المحاسبة٬ غير أن هذا لم يكن ليشغل كل وقتي. إلا أنني وجدت نفسي في الاقتصاد". بدأ الفقيد مسيرته التدريسية في المغرب بجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء، قبل أن يلتحق بجامعة محمد الخامس بالرباط. على امتداد أزيد من ثلاثين سنة ترك الفقيد بصماته على أجيال من الأطر وصناع القرار٬ سيما من خلال الآراء التي كان يدلي بها بخصوص الإشكاليات الكبرى التي يعرفها الاقتصاد. وكان بنعلي أستاذا باحثا بجامعة محمد الخامس بالرباط، ومختصا في الشؤون المغاربية، ومستشارا وطنيا ودوليا، كما شغل منصب رئيس لجنة دعم الإنتاج السنمائي. كما يعد أحد مؤسسي جمعية مغرب بلوس. وكتب الفقيد العديد من الكتب والمقالات من بينها "التنمية والانتقال نحو اقتصاد السوق"٬ و"التجارة شمال- جنوب"٬ و"تحليل العلاقات شمال- شمال"٬ و"اقتصاد التنمية". وحسب بنعلي٬ فإنه في ظل الأزمة الاقتصادية، على المغرب أن يلج مجال التصنيع٬ وألا يربط اقتصاده بقطاعات هشة مثل السياحة والخدمات. يذكر أن جثمان الراحل سيوارى الثرى، اليوم الثلاثاء، بمقبرة الشهداء بالرباط.