حزب التقدم والاشتراكية يعزي برحيل المفكر الاقتصادي إدريس بنعلي يفقد المغرب واحدا من أبرز كفاءاته الوطنية انتقل إلى ذمة الله أول أمس الأحد بإحدى مصحات مدينة مراكش الأستاذ الجامعي والمفكر الاقتصادي إدريس بنعلي، عن سن 69 سنة، وذلك بعد صراع مرير مع المرض. ويعتبر بنعلي واحدا من الجامعيين المغاربة الذين برزوا في التفكير والتحليل الاقتصاديّين، حيث كان باحثا مختصّا في المجال بشكل مميّز كمّا ونوعا، وخسرت الأوساط العلمية والاقتصادية اليوم بوفاته واحدا من أبرز كفاءاتها الوطنية. ويحس حزب التقدم والاشتراكية بأسى عميق وبفداحة الرزي لفقدان الأستاذ إدريس بنعلي، الذي جمعه مسار نضالي طويل مع مناضلات ومناضلي الحزب طيلة سنوات، وارتبط بصداقة متينة مع الكثيرين منهم إلى آخر أيام حياته. وأمام هذا المصاب الجلل، يتقدم الأمين العام للحزب محمد نبيل بنعبد الله، باسمه وباسم الديوان السياسي واللجنة المركزية للحزب ونيابة عن كافة الرفيقات والرفاق، إلى أسرة الراحل وكل أقاربه وأفراد عائلته بأحر التعازي والمواساة، راجيا من العلي القدير أن يشمل الفقيد بواسع مغفرته ورضوانه، ويدخله فسيح جناته، وأن يلهم ذويه جميل الصبر والسلوان. (إنا لله وإنا إليه راجعون) رجل الاقتصاد اللامع وصاحب التحليلات الجريئة يعتبر الاقتصادي اللامع ورجل التواصل البارع إدريس بنعلي، الذي توفي بعد ظهر يوم الأحد الماضي في إحدى المصحات الخاصة بمدينة مراكش عن عمر يناهز 69 عاما بعد صراع مع المرض، رجل اقتصاد كبير عرف بآرائه الصريحة وتحليلاته الجريئة بخصوص القضايا الاقتصادية والاجتماعية خلال مسار امتد لعشرات السنين. ونشأ الفقيد في الرباط بين أحياء ديور الجامع والعكاري، معقل الحركة الوطنية في ذلك الوقت. وفقد بنعلي والده عندما كان في الثانية من عمره، وترعرع على يد والدته وجده وجدته من ناحية الأب. درس بنعلي بثانوية مولاي يوسف بالرباط، كما أمضى سنة في المستوى الثانوي بطنجة، ليكمل دراسته بفرنسا. وعندما بلغ 18 سنة عايش الفقيد تشكيل أول برلمان مغربي سنة 1964. وبعد حصوله على شهادة الباكالوريا، توجه بنعلي إلى غرونوبل لدراسة الاقتصاد، ليختار بعدها العودة إلى الوطن والمساهمة في تطوير مجتمعه. يقول عن المراحل التي تميز بها مساره «بدأت بدراسة التجارة، بعدها صرت خبيرا في المحاسبة، غير أن هذا لم يكن ليشغل كل وقتي. إلا أني وجدت نفسي في الاقتصاد». وبدأ الفقيد مسيرته التدريسية في المغرب بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء قبل أن يلتحق بجامعة محمد الخامس بالرباط. وعلى امتداد أزيد من ثلاثين سنة ترك الفقيد بصماته على أجيال من الأطر وصناع القرار، لاسيما من خلال الآراء التي كان يدلي بها بخصوص الإشكاليات الكبرى التي يعرفها الاقتصاد. وكان بنعلي أستاذا باحثا بجامعة محمد الخامس بالرباط ومختصا في الشؤون المغاربية ومستشارا وطنيا ودوليا، كما شغل منصب رئيس لجنة دعم الإنتاج السينمائي. كما يعد أحد مؤسسي جمعية مغرب بلوس. وكتب الفقيد العديد من الكتب والمقالات من بينها «التنمية والانتقال نحو اقتصاد السوق»، و»التجارة شمال - جنوب»، و»تحليل العلاقات شمال - شمال»، و»اقتصاد التنمية». وكان بنعلي، دائما يدعو المغرب، في ظل الأزمة الاقتصادية، أن يلج مجال التصنيع، وألا يربط اقتصاده بقطاعات هشة مثل السياحة والخدمات. يذكر أن جثمان الراحل سيوارى الثرى يومه الثلاثاء بعد صلاة الظهر بمقبرة الشهداء بالرباط.