دنّس رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وأفراد من عائلته والمستوطنون باحة المسجد الأقصى وأقاموا شعائر تلمودية، في وقت كثفت فيه سلطات الاحتلال من حفرياته وتدميره لطريق باب المغاربة الملاصق للمسجد الأقصى، فيما زاد من اعتدائه على مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية بالقدس التي يرقد فيها المئات من الصحابة الأجلاء والتابعين والعلماء. وأكدت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في بيان، أن المسجد الأقصى بكليته، بمساحته الإجمالية 144 دونماً وما حوله، وبضمنه حائط البراق، أعلى وأطهر من كل المدنسين والمنتهكين لحرمته.. وهو حق إسلامي خالص للمسلمين.. أما الاقتحامات من قبل الاحتلال وأذرعه وعناصره فلن تغيّر من هذه الحقيقة أو هذا الحق شيئاً"، كما جاء في بيان لها تعليقا على زيارة الإرهابي «نتنياهو» إلى حائط البراق، حيث نقل عنه خلال وجوده عند حائط البراق قوله: “جئت اليوم هنا لتأكيد تواصلنا الدائم مع صخرة وجودنا"، حسب زعمه. وأكدت المؤسسة أن نحو 100 مستوطن اقتحموا ودنسوا المسجد الأقصى، بالتزامن مع اقتحام نتنياهو لحائط البراق، وسط استنفار أمني لافت من قوات الاحتلال، وحلّقت طائرة عمودية في الجو. وكانت منظمة نسائية تطلق على نفسها “نساء من أجل الهيكل" أعلنت أنها ستتعمد اقتحام الأقصى في يوم الانتخابات، وفي نفس الوقت تعالت أصوات المصلين والمرابطين في “الأقصى" بالتكبير والتهليل، تعبيراً عن رفضهم واحتجاجهم على هذه الانتهاكات بحق المسجد الأقصى. ووصف الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين واللأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية محمد صبيح، زيارة «نتنياهو» لساحة البراق بأنها تصرف غير مسؤول وخطير يهدف إلى استدراج المزيد من أصوات المتعصبين والعنصريين لانتخابات “الكنيست". ونقلت وكالة “وفا" الفلسطينية عن صبيح قوله إن ممارسات “إسرائيل" في مصادرة الأراضي وإغلاق الطرق ومحاصرة قرى في شمال غرب القدس إنما تستهدف عزل مدينة القدس بشكل كامل لتنفيذ سياسة تهويدها. تكثيف الحفريات وفي سياق محاولات الكيان الصهيوني «صهينة» القدسالمحتلة، أكدت “مؤسسة الأقصى" في بيان إعلامي لها أن الاحتلال «الإسرائيلي» كثّف من حفرياته وتدميره لطريق باب المغاربة الملاصق للمسجد الاقصى من الجهة الغربية، حيث زاد من عدد الحفّارين وساعة عملهم، وتوسيع رقعة الحفر على امتداد الطريق. وتضيف المؤسسة المقدسية التي تعنى بفضح مخططات الاحتلال لتهويد القدس أنه بحسب معلومات وصلت إليها، فإن الاحتلال ينوي قريباً توسيع ساحة البراق لصلاة اليهود، وخاصة النساء منهم، بالتزامن مع افتتاح كنيس للنساء في فراغات طريق باب المغاربة، حيث يستكمل الاحتلال أعمال التهيئة لافتتاح هذا الكنيس، هذا ورصدت “مؤسسة الاقصى" من خلال زيارتها لساحة البراق وموقع الحفريات حجم الحفريات عن قرب، واستطاعت توثيق هذه الاعتداء الخطير عن بعد متر واحد فقط عن الحفريات المذكورة، وقامت بتعميم صور تنشر لأول مرة من قلب الحفريات. وقالت “مؤسسة الاقصى" إنه من خلال المتابعة لمجريات الحفريات فيما تبقى من طريق باب المغاربة وهي جزء لا يتجزأ من المسجد الاقصى المبارك ومن خلال رصد قريب لهذه الحفريات تبيّن أن الاحتلال الصهيوني يكثف حفرياته في طريق باب المغاربة، حيث ينتشر عشرات الحفارين على امتداد طريق باب المغاربة يقومون بالحفر ونقل الأترية والحجارة عبر أكياس بلاستيكية، كما وتم مؤخرا نصب خيمة كبيرة تتم فيها عمليات الحفر، وتأكد من خلال المشاهدة عن قرب أن الاحتلال يقوم بأعمال تدمير لأغلب الموجودات الأثرية الاسلامية في الموقع. هذا وذكرت “مؤسسة الأقصى" أنها علمت بأن الاحتلال الصهيوني ينوي قريبا إزالة بعض الحواجر والسواتر الحديدية والخشبية والبلاستيكية من أسفل الجسر الحديدي المؤقت، المنصوب بجانب طريق باب المغاربة الترابي، بهدف توسيع ساحة البراق، وإفساح المجال لمزيد من الزوار الصهاينة والأجانب وتكريس تهويد ساحة البراق، التي أنشئت على أنقاض حي المغاربة عام 1967، وتحويلها إلى ساحة لطقوس اليهود تحت اسم “ساحة المبكى" . وأشارت المؤسسة إلى أنه سيتم قريبا افتتاح كنيس يهوديات للنساء من خلال استغلال الفراغات في جوف طريق باب المغاربة، حيث رصدت أعمال تهيئة و"ترميم" في الجوانب الخارجية من الطريق، علماً أن “مؤسسة الأقصى" كانت قد كشفت بالخرائط والوثائق أن الاحتلال الصهيوني ينوي إقامة سلسلة من الكنس في الفراغات الجوفية لما تبقى من طريق باب المغاربة، بالإضافة الى إقامة جسر عسكري ضخم يوصل الى المسجد الاقصى، يمكّن الاحتلال من اقتحام الأقصى بآلاف العناصر من قوات الاحتلال والآليات العسكرية. تجريف المقبرة الإسلامية وكانت “مؤسسة الأقصى" قد قالت في تقرير صحفي لها الاثنين الماضي إن أذرع المؤسسة الصهيونية «ترتكب في هذه الأثناء جرائم واعتداءات عدة في وقت واحد بحق مقبرة مأمن الله الاسلامية التاريخية بالقدس»، حيث تقوم جرافات كبيرة بحفر وتجريف مساحات واسعة من المقبرة بعمق نحو 15 متراً، وإزالة كل محتوياتها بجرافات كبيرة، وذلك تمهيداً لبناء ما يسمى ب“متحف التسامح" على مساحة نحو 25 دونماً مما تبقى من أرض مقبرة مأمن الله والذي بادرت إلى إقامته المؤسسة الصهيونية بالتعاون مع منظمة سيمون فيزنطال ومقرها في الولاياتالمتحدة ، في الوقت ذاته تقوم شركة صهيونية ببناء مقهى على قطعة أخرى من المقبرة، كما وقامت الشركة نفسها بتحويل جزء آخر من المقبرة الى مخزن للمعدات والمواد الإنشائية، يصاحبها أعمال عبث في مدافن جماعية موجودة في أرض المقبرة، وتزامنت هذه الاعتداءات مع تكسير عدد من شواهد القبور في الأجزاء المتبقية من مقبرة مأمن الله. ودعا المهندس زكي إغبارية رئيس “مؤسسة الاقصى" العالمين الإسلامي والعربي إلى تحرك عاجل لإنقاذ مقبرة مأمن الله، والوقوف ضد الجرائم الكبيرة التي تنتهك حرمة المقبرة الاسلامية العريقة التي دفن فيها عدد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين وعدد كبير من العلماء والفقهاء والمجاهدين وسكان القدس على مدار نحو 1400 عام. هذا واعتبرت “مؤسسة الاقصى" هذه الاعتداءات المجتمعة جرائم كبرى ترتكبها المؤسسة الصهيونية وأذرعها التنفيذية، تُضاف إلى الجرائم المتتابعة التي ارتكبتها وما زالت بحق المقبرة منذ عام 1948م، حيث أقدمت على جرف وتدمير أغلب القبور في المقبرة، والتي كانت تبلغ مساحتها نحو 200 دونما، وحولتها إلى حديقة عامة، يمارس فيها أعمال الرذيلة، وشرب الخمر، كما وقامت بتمرير شبكة المجاري والمياه والكهرباء وشق الطرق، وفي هذه الأثناء تقوم بأعمال تمهيدية وإنشائية لإقامة ما يسمى ب"متحف التسامح"، والتي أدت إلى نبش آلاف القبور وتهشيم رفاتها، وختمت المؤسسة بيانها بأن هذه الجرائم ترتقي إلى جرائم دولية بحق الأموات والمقدسات والتاريخ والحضارة.