أماطت دراسة لمؤسسة «أوكسفام» الدولية، اللثام عن الهوة الشاسعة بين الأغنياء والفقراء في العالم وحقيقة انفراد أقلية بالثروة، وأظهرت خلاصة الدراسة التي صدرت قبل أيام من بداية اجتماع القادة السياسيين والاقتصاديين بدافوس، أن نسبة من يعيشون تحت خط الفقر من إجمالي ساكنة العالم العربي باستثناء الخليج تصل إلى نسبة مرتفعة، حيث كشفت أن 40 في المائة من المغاربة يعيشون تحت خط الفقر، نفس النسبة أيضا بالنسبة للشعب المصري، فيما تبلغ نسبة الساكنة التي تعيش تحت عتبة الفقر في كل من تونس واليمن حوالي 24 في المائة و60 في المائة على التوالي. الدراسة بعنوان «كلفة غياب العدل»، خلصت إلى أن مصادر الثروة متركزة في أيدي 1 في المائة فقط من سكان العالم، تمكنوا من زيادة ثرواتهم في السنوات العشرين الأخيرة بنسبة 20 في المائة، وأن مجموع مداخيل أغنى 100 شخص في العالم خلال السنة الماضية (بلغت 240 مليار دولار) بإمكانها القضاء على الفقر في العالم أربع مرات. ودعت الدراسة، قادة العالم إلى اتفاق عالمي لتعديل مسار غياب العدل الذي يتجلى في جمع الثروات من قبل البعض دون أن يعم نفعه عن الآخرين وهم الأغلبية، وحثت الحكومات على الالتزام بتخفيض معدلات الفقر إلى المعدلات التي كانت سائدة في العالم سنة قبل بداية الألفية الجديدة، مؤكدة أن الثراء الفاحش مقابل الفقر المدقع له تداعيات على انعدام الفعالية الاقتصادية والفساد السياسي.