أكد متابعون للانتخابات الجزئية التي جرت بدائرة إنزكان أيت ملول يوم الخميس 20 دجنبر الجاري، أن النتيجة التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية لها دلالات تتجاوز خبر فوز المصباح بالمقعد المتنافس عليه بأغلبية أصوات الدائرة. وحسب النتائج المعلن عنها، حصل أحمد أدراق مرشح لائحة العدالة والتنمية على 17ألف و 800 صوت من أصل 28ألف و 474 صوت المعبر عنها في ظل نسبة مشاركة لم تتجاوز 17 بالمائة من الكتلة الناخبة المكونة من 195 ألف مسجل في هذه الدائرة. فيما حل مرشح لائحة الميزان في المرتبة الثانية ب 7378 صوت، واحتلت لائحة حزب جبهة القوى المرتبة الثالثة ب 2313 صوت، ولائحة حزب الإتحاد الاشتراكي المرتبة الرابعة ب 759 صوت، ولائحة حزب الحركة الشعبية في المرتبة الأخيرة ب 224 صوت. وحسب هؤلاء المتابعين يتعلق المعطى الأول بما أسموه اكتساحا حققه حزب المصباح في دائرة أيت ملول والتي تعرف بكونها قلعة اتحادية والتي يترأس الاتحاد الاشتراكي بلديتها بفريق أغلبي من 22 مستشارا، فيما يشكل فيها حزب العدالة والتنمية المعارضة إلى جانب حزبي التقدم والاشتراكية و»البام»، وقد حصل «البيجيدي» في إحدى الدوائر وهي أيت ملول على 5000 صوت مقابل 400 صوت فقط للاتحاد الاشتراكي، وأعتبر هؤلاء تلك النتيجة نكسة حقيقية لحزب «الوردة» حيث لم يستطع كل مستشار أتحادي وعددهم 22 الحصول سوى على 18 صوتا في المعدل. المعطى الثاني حسب ذات المتابعين للشأن الانتخابي المحلي، «اقتحام» حزب المصباح قلاع استقلالية في جماعة قروية هي ولاد دحو واستطاع أن يحصد فيها 1115 صوت مقابل 1065 لحزب الميزان. وفي ذات السياق اعتبر المتتبعون النتيجة التي حصل عليها حزب المصباح في مدينة إنزكان التي يرأس بلديتها المرشح الاستقلالي أومولود والذي جرب أكثر من قبعة حزبية قبل الاستقلال ويسيرها إلى جانب العدالة والتنمية، قوية ودالة، حيث حصل فيها مرشح الميزان فقط على 3000 صوت مقابل 4900 صوت للعدالة والتنمية. و من بين المعطيات أيضا التي أثارتها أكثر من جهة ومنها إدارة الحملة الانتخابية لحزب المصباح، هو أن ثمة معيقات أخرى تم التفوق عليها من طرف حزب المصباح وتتعلق بما أسموه «البلطجة» وما نتج عن ذلك من إصابة أحد مناضلي حزب المصباح بسلاح أبيض على مستوى الوجه، كما أن الفوز حسب أحمد أدراق، المرشح الفائز، في حديث له مع «التجديد» استطاع تحدي استعمال المال وأساليب عدة تم اللجوء لها من أجل استمالة أصوات الناخبين، وأكد أن عددا من المواطنين أكدوا لهم الاستفادة من المال لكنهم صوتوا لصالح العدالة والتنمية، أدراق قال أيضا إن سلوك السلطة لم يكن محايدا حيث قال إنها لم تقدم الإشعارات للعديد من المواطنين على الرغم من التذكير المستمر لهم بذلك. وفي قراءة لهذه النتائج عبر عبد العزيز عماري، المدير العام لحزب العدالة والتنمية في تصريح لموقع الحزب، عن شكره لساكنة دائرة إنزكان أيت ملول التي استجابت لنداء العدالة والتنمية، ولما وجهه عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في المهرجان الأخير لساكنة الدائرة. وأبرز أن هذا الاكتساح يؤكد دعم المغاربة لمسار الإصلاح وللجهود التي تقوم بها الحكومة، وشدد على أن هذا الفوز يوجه رسالة حقيقية على أن المغاربة اختاروا الإصلاح في إطار الاستقرار وأنه سيمضي في مساره الصحيح رغم ما تعترضه من عراقيل.