صرح "حسن بن عبد الرزاق" الكاتب العام لوزارة الفلاحة والتنمية القروية أن المفاوضات مستمرة رغم أن الجانبين المغربي والأوربي لم يتوصلا إلى نتيجة مرضية. وأكد "بن عبد الرزاق"، الذي يرأس الوفد المغربي في المفاوضات بين المغرب والاتحاد الأوربي حول الجانب الفلاحي، ل"التجديد" بأن المفاوضين ارتأوا استشارة حكوماتهم، وأخذ رأي المهنيين في القطاع لتوقيع اتفاقية متوازنة مع الاتحاد الأوربي في الشأن الفلاحي. وقال الكاتب العام للوزارة بأن الجانبين اتفقوا في وقت متأخر من مساء الثلاثاء 14 يناير الجاري على جولة جديدة للمفاوضات بداية فبراير المقبل. وأبرز "بن عبد الرزاق بأن المفاوضات صعبة، وليست سهلة، وأن لها انعكاسات إيجابية. وأوضح "حسن بن عبد الرزاق" بأن التوازن الذي يطلبه المغرب لم يتم التوصل إليه بعد. وعن الصعوبات التي تعترض المنتجات الفلاحية في ولوج الأسواق الأوربية أوضح "بن عبد الرزاق" بأن هذا المشكل لم يعد مطروحا، خصوصا بعد إبرام اتفاقية مع الجانب الأوربي سنة 1995، وأضاف"إن المشكل الحقيقي، هو المنافسة بيننا وبين إسبانيا، لأننا نصدر نفس المنتجات الفلاحية" ووصف الكاتب العام لوزارة الفلاحة هذا المشكل ب"الصراع التجاري". وأكد طلب المغرب بحقه في السوق الأوربية، وذلك بإدخاله في "تصريح برشلونة". ولتجاوز هذا العائق أبرز "بن عبد الرزاق" بأن المغرب ينتهج سياستين: سياسة التنويع الجغرافي، والبضائع الفلاحية المصدرة. وأوضح بان المغرب يحاول البحث عن أسواق بعيدة مثل النرويج، وروسيا، وأمريكا. وفي السياق ذاته أكد أعضاء من الوفد المغربي أن الأوربيين يفضلون الانفتاح الشامل فيما يريد المفاوضون المغاربة، تطبيقا لمفهوم المعاملة بالمثل، مع كل اللبس الذي يتضمنه نص اتفاق الشراكة، مشيرين إلى أن ذلك يعني أنه يتعين مراعاة مستوى التنمية في المغرب، حيث يعيش 50 في المائة من سكانه في الوسط القروي، دون احتساب اليد العاملة في الصناعة الزراعية وأنشطة أخرى مرتبطة بها. وذكر الوفد المغربي أنه في إطار هذه المفاوضات العسيرة بالنسبة للطرفين يكون المغرب بمفرده في مواجهة تجمع مشكل من 15 دولة، تمثل القوة الفلاحية الأولى في العالم. وخلال المفاوضات قدم المفاوضون الأوروبيون لائحة تضم نحو 250 منتوجا من بينها الحبوب ومنتجات الحليب. ترأس الوفد الأوروبي في هذه المفاوضات "خوصي مانويل سيلفا رودريغيز" المدير العام للفلاحة باللجنة الأوروبية، ويضم الوفد بالخصوص "هيلموت ستادلير" المكلف بالعلاقات التجارية الثنائية في اللجنة الأوروبية، و"سيلفيا ميشيليني" المكلفة ببرامج "ميدا" للدول المتوسطية بالمديرية العامة للفلاحة بالاتحاد الأوروبي، و"سين دويل" السفير رئيس بعثة اللجنة الأوروبية بالمغرب. أما الوفد المغربي فيضم السيدين "موحى مرغي" مدير الإنتاج النباتي، و"أحمد الصبيحي" مدير تربية المواشي، والسيدة "أمال بريطل" رئيسة قسم التسويق بوزارة الفلاحة. تجدر الإشارة إلى أن الجانب المغربي خلال الاجتماع الأخير في دجنبر 2002 بالعاصمة الأوروبية بروكسيل تقدم بعروض جديدة، تضمنت امتيازات مقارنة بما سبق للمغرب أن عرضه في اجتماعات سابقة. وكان الجانب الأوروبي يلح في الاجتماعات الأخيرة على ضمان "سهولة أكبر" في ولوج الحبوب ومنتجات الحليب واللحوم القادمة من أوروبا إلى الأسواق المغربية، وهي منتجات تستفيد من دعم كبير في بلدان الاتحاد. عبد الغني بوضرة