نجح منظمو مهرجان الدولي للفيلم بمراكش في استقطاب شخصية سينمائية مبدعة باجماع النقاد والمتتبعين هو المخرج الصيني "زهانغ ييمو"، للاحتفاء به في الدورة 12 من المهرجان والتي انطلقت يوم الجمعة الماضية وتستمر إلى يوم السبت المقبل. وقال منظمون ل"التجديد" إن الأمر لا علاقة له بمنطق "التزاحم" على المبدعين الحقيقيين بين المهرجانات العربية كما راى ذلك البعض في سياق تكريم هذه الشخصية أيضا من قبل مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته ال35 الذي ينظم في فترة متقاربة مع مهرجان مراكش. وكان مثيرا أن يقترن تكريم "زهانغ" ينعي الراحل الطيب لعلج الذي توفي عن سن 84 سنة، حيث يشترك معه حسب ما لاحظه متتبعون في الشخصية المرهفة والمتخيل الجميل والاهتمام بالمورث الشعبي الزاخر بالمواقف والبطولات. وتسلم المخرج الصيني تذكار التكريم من المخرج الصربي الشهير، "إمير كوستوريتشا" رئيس لجنة تحكيم الدورة السابقة لمهرجان مراكش، الذي نوه بمسيرة متفردة لمخرج جمع في رؤيته بين القيم الجمالية والأخلاقية والبعد الفرجوي الترفيهي. وقال كوستوريتشا "حينما شاهدت حفل افتتاح الألعاب الأولمبية ببكين والتي أشرف عليها فنيا "زهانغ ييمو"، عرفت أن القرن الواحد والعشرين قد بدأ بالفعل"، في إشارة منه الى قوة التخيل الإبداعي لمخرج "عملية جاغوار". وبدا السينمائي الصيني سعيدا جدا بنيل هذا التكريم لأول مرة في القارة الأفريقية مبديا اعجابه بمدينة مراكش في كلمة قصيرة أصر أن ينطقها بلغته الأم، كما حضر بهذة المناسبة عرض آخر أفلام المحتفى به "أزهار الحرب" المستوحاة من قصة حقيقية حدثت قبل حوالي سبعين سنة. وأخرج "زهانغ ييمو" عدة أعمال مهمة بمثابة ملاحم صينية مستوحاة من التراث الإمبراطوري للبلد العريق أثبت بها مكانه كمبدع سينمائي كبير استحق التتويج في مهرجانات كبرى، وإن تسبب له هذا المجد في مصاعب جمة مع جهاز الرقابة في بلاده. ويشكل فيلم "هيرو" الذي جمع ألمع نجوم سينما هونغ كونغ وحقق نجاحاً دولياً كبيرا،ً منعطفاً ملفتاً في سينما زهانغ ييمو الذي انتقل من سينما المؤلف إلى سينما الفرجة المستندة على المؤثرات الخاصة.