احتفت الدورة 12 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، مساء أول أمس الأحد، بتجربة سينمائية فريدة جسدها المخرج الصيني زهانغ ييمو، الذي قدم للفن السابع باقة من الأفلام تعكس رؤية إخراجية مراهنة على جماليات الصورة في المقام الأول. وتسلم المخرج الصيني تذكار التكريم من المخرج الصربي الشهير، إمير كوستوريتشا، رئيس لجنة تحكيم الدورة السابقة لمهرجان مراكش، الذي نوه بمسيرة متفردة لمخرج جمع في رؤيته بين القيم الجمالية والأخلاقية والبعد الفرجوي الترفيهي. وقال كوستوريتشا «حينما شاهدت حفل افتتاح الألعاب الاولمبية ببكين (التي أشرف عليها فنيا زهانغ ييمو) عرفت أن القرن الواحد والعشرين قد بدأ بالفعل»، في إشارة منه الى قوة التخييل الإبداعي لمخرج «عملية جاغوار». وأعرب السينمائي الصيني عن سعادته بنيل هذا التكريم لاول مرة في القارة الافريقية. وتم بالمناسبة عرض آخر أفلام المحتفى به «أزهار الحرب» المستوحاة من قصة حقيقية حدثت قبل حوالي سبعين سنة. وعبر عناوين تجاوزت حدود الصين لتجد صدى لها في أعرق المحافل السينمائية الغربية، صنع زهانغ ييمو أعمال طبعها استثمار كبير في جماليات الصورة والديكور المبهر وفتنة الملابس فضلا عن الحرفية المجددة في تشكيل الإطارات والإيقاع السردي الهادئ..عناصر أضفت قيمة فنية متميزة على إبداعات المخرج الصيني. وأخرج زهانغ ييمو عدة أعمال مهمة بمثابة ملاحم صينية مستوحاة من التراث الامبراطوري للبلد العريق. ومن خلال أفلام مثل «زوجات وخليلات» و «كيو جو.. امرأة صينية» و سعيش»، ثبت المخرج مكانه كمبدع سينمائي كبير استحق التتويج في مهرجانات كبرى، وإن تسبب له هذا المجد في مصاعب جمة مع جهاز الرقابة في بلاده. ويشكل فيلم «هيرو» الذي جمع ألمع نجوم سينما هونغ كونغ وحقق نجاحا دوليا كبيرا، منعطفا ملفتا في سينما زهانغ ييمو الذي انتقل من سينما المؤلف الى سينما الفرجة المستندة على المؤثرات الخاصة.