علمت «التجديد» أن المركز الثقافي الفرنسي يعتزم عرض الشريط المثير للجدل «تنغير جيروزاليم»، بحضور مخرجه كمال هاشكار، في مدينة أكادير وذلك في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، -29 نونبر من كل سنة-، وهو اليوم الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ سنة 1977، «يوما دوليا للتضامن مع الشعب الفلسطيني «. وسيعرض الشريط السينمائي بقاعة المركب الثقافي «جمال الدرة» بأكادير، يوم 29 نونبر 2012 في الثامنة ليلا. وأدان عزيز هناوي، نائب منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة، عرض الشريط وتوقيت ومكان عرضه، وقال في تصريح ل»التجديد»، إنها «إهانة واستفزاز متعدد الأوجه»، وأضاف المتحدث، «الشريط ليس فقط مسيء لمشروعية القضية الفلسطينية، ولكنه أيضا يحاول صهينة المكون الأمازيغي». ودعا هناوي الهيآت المدنية في أكادير إلى الانخراط في التعبئة لفضح هذا «الاستفزاز المشؤوم»، ملفتا الانتباه إلى أن «المراكز الثقافية الفرنسية صارت قائمة بأعمال مشاريع الاختراق الصهيوني للنسيج المدني المغربي»، مذكرا بالنشاط الذي احتضنته المكتبة الوطنية با?رباط، برعاية المركز الثقافي الفرنسي فقبل سنتين، حول «الهلوكوست النازي»، وتمت الدعوة فيه إلى تدريس الهولوكوست في المقررات الدراسية المغربية. من جهة أخرى، قال خالد السفياني منسق المجموعة الوطنية للتضامن مع العراق وفلسطين، «هذا عمل استفزازي بامتياز»، واعتبر السفياني في تصريح ل»التجديد»، أن عرض الشريط، يعتبر «مسا خطيرا بقيمنا وبفلسطين وبأرواح شهداء فلسطين»، يضيف قائلا، «وهو اعتداء مركب على مشاعر الشعب الفلسطيني وعلى القضية الفلسطينية وعلى أرواح شهدائنا الفلسطينيين، خاصة أن هذا الشريط متصهين بامتياز، ويهدف إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، ويهدف على خلق البلبلة بالنسبة للوطن المغربي الواحد والموحد»، ونبه السفياني باسم مجموعة العمل، كل القائمين على ا?مركب الثقافي جمال الذرة، «إلى خطورة فتح أبواب هذا المركز الثقافي لعرض الشريط»، كما نبه الحكومة المغربية ووزارة الثقافة إلى «ّخطورة هذا العمل الشنيع»، وطالب كل الجهات المسؤولة بتوقيف عرض الشريط، وأضاف قائلا، «ونطالب المجتمع المدني المغربي وخاصة بأكادير بأن يتصدوا لهذا العمل وينظموا كل ما يسمح به العمل للحيلولة دون تنظيم الشريط»، واعتبر المتحدث أن الشريط «حاول أن يصور أن المكون الأمازيغي مع المشروع الصهيوني ومع التطبيع مع الصهاينة، ويتضمن فقرات تجعل من التطبيع شرطا للاستقرار الطائفي والعرقي في المغرب، وهذا ي?كل خطورة بالنسبة لمستقبل المغرب الواحد الموحد»، يقول السفياني. وفي سياق متصل، اعتبر أحمد ويحمان، رئيس رابطة إيمازغن من أجل فلسطين، ما سيقدم عليه المركز الثقافي الفرنسي «مبادرة مشبوهة»، وتسائل عن بعض ممارسات الهيآت الدبلوماسية المتواجدة بالمغرب، واعتبرها في تصريح ل»التجديد»، «تمرر مشاريع الصهيونية ضدا على مشاعر المغاربة وضدا على التزاماتهم وواجب التحفظ المرتبط بالعمل الدبلوماسي»، وذكر ويحمان بما أقدم عليه دبلوماسي إيطالي سابق بالمغرب، والذي استضاف مؤخرا الصهيوني شلومون بنعمي بفاس، و»أصبح قناة للتطبيع يجب مواجهتها وفضحها، وسنعمل كل ما في وسعنا من موقعنا، وندعو كل القوى?الحية في بلادنا إلى تحمل المسؤولية في مواجهة هذه الهجمة الصهيونية المدانة»، يقول رئيس رابطة إيمازيغن من أجل فلسطين.. وتعذر أخد رأي المعهد الثقافي الفرنسي بأكادير بعد سلسلة اتصالات أمس. وجدير بالذكر أن هذا العمل الوثائقي سبق له أن خلق ضجة كبيرة في المغرب بعد عرضه على القناة الثانية، ووصل صدى هذا الجدل إلى مجلس النواب، فقد سبق لنواب فريق العدالة و التنمية أن أبدو استييائهم من بث قناة عمومية لهذا الفيلم الذي اعتبروه تطبيعيا مع الكيان الصهيوني. و ضمن هذا الفيلم ذهب المخرج في رحلة بحث عن الناس الذين عاصرو اليهود في تنغير من المغرب إلى فرنسا مرورا ب»إسرائيل»، لإعادة اكتشاف تاريخ المجتمع اليهودي بالمغرب. هذا الفيلم الوثائقي بصفة عامة يحكي فترة من تاريخ المغاربة اليهود من خلال شهادات مغاربة آخرين.