تلقى رئيس الحكومة، عبد الإله ابن كيران، بحر الأسبوع الماضي مذكرة تطالبه بالتجريم القانوني للتطبيع مهما اختلفت مداخله، وإصدار قرار يشمل كل الوزارات والمؤسسات بعدم الدخول في أي مبادرة تطبيعية مع الكيان الصهيوني، كما طالبت المذكرة المذكورة بإلغاء مهرجان الرقص الشرقي بمراكش بالنظر إلى كون منتجته صهيونية وكونه سيعرف مشاركة الصهاينة. وتطالب المذكرة أيضا بفتح تحقيق في أسباب ومن يقف وراء بث القناة الثانية لفيلم من الكيان الصهيوني بعنوان «تنغير جيروزاليم» وفقرات أخرى اعتبرت تطبيعية. المذكرة التي سلمها كل من خالد السفياني منسق مجموعة العمل لمساندة العراق وفلسطين وبنجلون الأندلسي، رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، تتضمن جردا للهجمة التطبيعية الأخيرة اتجاه المغرب والتي منها ما بثته القناة الثانية، ومهرجان الرقص الشرقي بمراكش وحضور الدبلوماسي «الإسرائيلي» للبرلمان المغربي وما نشر حول تزويد البناية السابقة لمكتب الإتصال «الإسرائيلي» بالكهرباء. إلى ذلك استنكرت هيئات سياسية ونقابية ومدنية بإقليم تنغير عرض القناة الثانية «2M» لفيلم من الكيان الصهيوني بعنوان «تنغير جيروزاليم» واستضافة معده كمال هشكار، قبل بدء العرض، في النشرة الرئيسة مساء الأربعاء 8 أبريل الجاري، إضافة إلى برمجة ربورتاج آخر في النشرة الموالية بعنوان «اليهود المغاربة في إسرائيل» نقلت من خلاله صحافية «دوزيم» تصريحات لمستوطنين بالأرض المحتلة. وأدان بيان الهيئات، الذي توصلت «التجديد» بنسخة منه، ما وصفوه ب»التطبيع مع الكيان الصهيوني القاتل للأطفال والنساء بفلسطينالمحتلة» كما طلب ذات البيان البرلمان المغربي بفتح تحقيق حول المسؤول عن برمجة هذه المواد التي وصفها ب «المهينة والمستفزة لمشاعر المغاربة». وقال بيان الهيئات السياسية والمدنية بالجنوب الشرقي للمغرب» إن الأمازيغ لا يمكنهم إلا أن يكونوا مع حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والإستقلال من نير الإحتلال الصهيوني المدعوم من قبل قوى الإستعمار الأخرى». وقال عزيز هناوي، نائب منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة، في تصريح ل»التجديد» إن ما أقدمت عليه القناة الثانية يعد سلوكا تطبيعيا مستفزا لكل المغاربة، وطالب رئيس الحكومة وزير الإتصال بفتح تحقيق في الموضوع مادام المغرب قد قطع كل العلاقات مع «إسرائيل» منذ أزيد من 10 سنوات، وأضاف هناوي أن 2M توجد خارج الإجماع المغربي في رفض التطبيع ودعم فلسطين. من جهته استغرب بن جلون الأندلسي، رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، كيف تخصص مبالغ مالية ضخمة لبرنامج يبث على قناة عمومية مغربية ويعترف بالقدس مدينة «إسرائيلية»، وأضاف بن جلون في تصريح ل»التجديد» أن البرنامج أنجز بطريقة كيدية لا تخدم التطبيع فقط بل تهدد تاريخ المغرب وتضرب في العمق ارتباط المغاربة بالقدسوفلسطين. خالد السفياني منسق مجموعة العمل من أجل العراق وفلسطين، قال أيضا ل»التجديد» إن ما قامت به القناة الثانية يدخل ضمن هجمة صهيونية وتطبيعية خطيرة من طرف المتصهينين والمطبعين، وأن الوثائقي في منتهى خطورة التطبيع كما طالب بدوره بفتح تحقيق حول التطبيع المتعمد للقناة الثانية وأيضا حول هذا النوع من إهدار المال المغربي. المتحدثون ل»التجديد» استغربوا واستهجنوا هذا الفعل الذي يأتي مباشرة بعد أسبوع من مسيرة المغاربة من أجل القدس في فاتح أبريل بالدار البيضاء وأيضا بعد 30 مارس الذي شهد احتفالات واسعة بذكرى يوم الأرض الفلسطيني وبعد المسيرات العالمية من أجل القدس.