طالبت هيئات سياسية ونقابية البرلمان المغربي بغرفتيه بفتح تحقيق حول الفيلم الوثائقي الذي عرضته القناة الثانية عن إسرائيل الأسبوع الماضي. وعبرت الهيئات -التي تضم حزب العدالة والتنمية، الذي يشرف على وزارة الاتصال، وحركة التوحيد والإصلاح وحزب الاستقلال والحزب الاشتراكي الموحد وجماعة العدل والإحسان ونقابة الاتحاد المغربي للشغل- عن غضبها بسبب إقدام القناة الثانية على عرض فيلم عن إسرائيل بعنوان «تنغير جيروزاليم». وأكد محمد العسري، المسؤول الجهوي للحزب الاشتراكي الموحد في تنجداد، أن بث الفيلم سلوك يدل على أن هذا يدخل في إطار التطبيع ويستفز مشاعر أهل المنطقة، مضيفا، في تصريح أدلى به ل«المساء»، «نحن، كهيئات سياسية ونقابية ومدنية تمثل المنطقة التي تحدث عنها الفيلم، نعبر عن احتجاجنا على هذا السلوك غير المسؤول». وأشار العسري إلى أن الهيئات المذكورة تريد أن توجه رسالة واضحة إلى كل من يقف خلف اختراق المنطقة عبر أشكال متعددة من التطبيع، معتبرا أن أبناء الجنوب الشرقي مع القضية الفلسطينية ولا يمكن تمرير التطبيع إلى المنطقة عبر مثل تلك المبادرات. ووصفت الهيئات المذكورة، في بيان لها تلقت «المساء» نسخة منه، عرض القناة الثانية للفيلم ب«العمل التطبيعي مع الكيان الصهيوني العنصري قاتل النساء والأطفال الفلسطينيين»،. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الفيلم لا يمثل الأمازيغ الذين يئست المحاولات في تمرير مشاريع التطبيع المرفوضة والمدانة إليهم. وأعلنت الفعاليات ذاتها عن تشكيل لجنة تحضيرية لتأسيس الرابطة الأمازيغية من أجل فلسطين لأقاليم الرشيدية وتنغير وورزازات، يكون مقرها تنغير، مسقط رأس الفقيد حمو عبد العليم الذي قاد الكفاح المسلح لسنوات في عمق الأراضي الفلسطينية. يذكر أن القناة الثانية عرضت، يوم ثامن أبريل الجاري، فيلما عن إسرائيل تحت عنوان «تنغير جيروزاليم»، واستضافت معدّه، قبل بدء العرض، خلال النشرة الرئيسية لليوم ذاته والتي تحدث خلالها عن أسباب إنجاز الفيلم الذي تمحور حول هجرة اليهود المغاربة من تنغير إلى إسرائيل أواسط القرن الماضي، وأظهر تشبثهم بالمغرب وبذكرياتهم التي لا زالوا يحتفظون بها، رغم مرور أكثر من نصف قرن على مغادرتهم المغرب في اتجاه إسرائيل.