عرضت القناة الثانية دوزيم يوم الخامس من الشهر الجاري فيلما دوليا من إنتاج فرنسي بعنوان "ملوك الشرق" (Les Rois Mages). وتزامن عرض هذا الفيلم مع احتفالات المسيحيين وخصوصا منهم الإسبان بقدوم ملوك الشرق الثلاثة، في الخامس من يناير من كل عام يحتفل الإسبان خاصة بمقدم "ملوك الشرق" الثلاثة وهم ملجور وكارسبار وبلتزار. ويستقبل الإسبان الملوك الضيوف في احتفالات مهيبة يجوبون الشوارع والساحات في عربات مزينة، ويوزعون الحلوى على المحتفلين الذين يخرجون لاستقبال ملوك الشرق ملجور وبلتزار وكارسبار وحضور مجيئهم. ويناقش "الملوك الثلاثة" الحضور القوي "لبابا نويل" بإسبانيا، لأن الإسبان يفضلون الاحتفال "بالملوك الثلاثة" على الاحتفال بهذا الأخير. وحسب اعتقاد الإسبان والمسيحيين عموما، فإن ملوك الشرق الثلاثة يقدمون من الشرق متتبعين نجم "المسيح" يقودهم إلى حيث تكون ولادته، ليتشرفوا بعودته وليقدموا له الهدايا من الذهب وأشياء أخرى لها رمزيتها، وتبعا لما جاء في الإنجيل عن القديس "متى" أن الملوك الثلاثة يأتون مملكة اليهود على زمن الملك "حيرود" للسؤال عن ميلاد ملك اليهود (والمقصود هنا المسيح) الذين تتبعوا نجمه، حيرود من جانبه سيوجههم من القدس إلى بيت لحم حيث سيكون مولود المسيح الملك والمخلص المنتظر. وسيطلب في المقابل من كارسبار وملجور وبلتزار العودة إليه لإخباره بمولود ملك اليهود (المسيح) ليذهب هو نفسه ليباركه. وتبعا لمراسيم الاحتفال في إسبانيا، فإن الأطفال واحتفالا بالعام الجديد، يقومون بكتابة رسائل إلى ملوك الشرق الثلاثة يطلبون منهم تحقيق أمنياتهم، وفي صباح اليوم السادس من يناير يكون الآباء قد اطلعوا على مضمون تلك الرسائل وأحضروا ما طلب من الهدايا. وعندما يستيقظ الأطفال يجدون بعض الأمنيات التي طلبوها من "ملوك الشرق" قد تحققت، وتكون تلك الهدايا مصحوبة برسائل جوابية كتبها الآباء نيابة عن "الملوك الثلاثة". من جهة أخرى تقول نزهة معاريج أستاذة في العقيدة وتاريخ الأديان: >إن هذا الاحتفال هو عيد الحانوكة أو عيد التدشين وله طبيعة سياسية صهيونية تاريخية. وتجعل الصهيونية منه مناسبة وفرصة تغتنمها للدعاية لفكرها ومشروعها<. وتضيف الأستاذة نزهة معاريج أن >الحاخام البلجيكي دافيد برغمان يذكر أن الدروس التي يستفيد منها اليهودي في هذا العيد هي الإيمان والإمكانات الخارقة التي يمكن أن يصنعها الإيمان<. ويقول الحاخام نفسه في هذا الصدد إن أمراء الحشمونيين (أي الملوك الثلاثة) هم من اليهود الموكابيين لم يكونوا شديدي التمسك بالدين أو التعصب له. ولكن إيمانهم كان قويا إزاء رؤية أصنام اليهود في داخل معبدهم<، تقول ذ. نزهة معاريج. ولقد كتب اليهود تضيف ذ. نزهة معاريج في هذا العيد الكثير من الشعر والنثر والأدب والقصص والمسرح والغناء حول الحانوكة، إنها خرافة تقول معاريج تحكي قصة اليهود مع المسيح المنتظر. فهم يؤمنون بالمسيح المتنظر وكانوا يشترطون في البداية أن يكون المسيح من أصل داوود ملكا فاتحا يعيد لهم الأمجاد بعدما مورس عليهم التقتيل والتشريد على يد الآشوريين والفرس والرومان. ولكن حينما يئسوا من أن يكون المسيح من سلالة داوود أصبحوا يرون في كل شخص يعيد لهم الاعتبار مسيحا لهم". يشار إلى أن فيلم "ملوك الشرق" من النوع الكوميدي، وهو من إخراج الفرنسيان ديديه يوردون وبرنار كامبان، أنتجه الإثنان سنة 2001 وبدأ عرضه في دجنبر من السنة نفسها، وهو يحكي قصة قدوم "ملوك الشرق" الثلاثة الذين ينبعثون في أماكن مختلفة من دول الشرق، ليجتمعوا في باريس لاستقبال مولد المسيح "ابن الله" حسب الفيلم. ع. الهرتازي