دعا الدكتور طارق رمضان الأستاذ المحاضر في علوم الإسلام بأوكسفورد، أرباب العمال إلى جعل الأخلاق ملازمة للمعاملات الاقتصادية، لتنصهر مع المسؤولية الاجتماعية داخل المقاولات. وأشار رمضان في محاضرة ألقاها أمام ضيوف «جمعية النهوض بالقادة» الأسبوع الماضي بالدار البيضاء، بعنوان «إعادة إحياء الأخلاق في قلب الاقتصاد والشركات»، (أشار) إلى أن أي كيان اقتصادي عليه مساءلة ذاته حول انتظاراته من النشاط الاقتصادي الذي يشقى من أجله، فإذا انفصلت انتظاراته عن الأخلاق سينتقل إلى مفهوم الإيديولوجية المجردة التي تضع نصب أعينها هدف الربح والمنفعة فقط. وفي نفس الاتجاه، أكد رمضان بأنه «لا بد لأي كيان اقتصادي أن تسنده قاعدة من الأخلاق والقيم والمبادئ السامية حتى يتحقق التوازن المطلوب بين أطراف النشاط الاقتصادي أفرادا ومؤسسات، عبر احترام أربع نقط اعتبرها رمضان أساسية، وحصرها في أولا ، تفويض صاحب المقاولة السلطة للعمال، وإعطائهم مساحة من الحرية (حرية اللباس) لأن ذلك يدفعهم إلى الإبداع في تحقيق الربح الذي يعود عليه بالنفع في الأخير. وثانيا، معاملة الأفراد والشركاء بالعدل والمساواة، وثالثا، الكرامة، عبر حفظ كرامة العمال وحمايتها، ورابعا التزام الشفافية في توزيع أو الحصول على المعلومة. ولم تفت رمضان الفرصة، لينبه إلى خطورة آفة الرشوة «الأكثر انتشارا بشكل أكبر في القسم الجنوبي من العالم»، داعيا أرباب المقاولات إلى التخلي عن المعاملات التي تقترب من قريب أو بعيد من الرشوة، سيما تلك المعاملات التي أصبح أصحابها يعدونها «أمرا جار به العمل»، رغم أنها تحمل في جوهرها معاني الرشوة. وختم رمضان، محاضرته بدعوته المغرب مع ثقافته المحلية الدينية، والكف عن تقليد الغرب، مجددا تأكيده على أن ادخال ثقافة الأخلاق إلى الشركات والمؤسسات، «سيحقق نجاحا باهرا في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات والمردودية».