يختلف كثير من الناس حول حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه أحمد وأبو داود وصححه الألباني " مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِى الْمَضَاجِعِ ". إذ أن بعض الناس يفسر أو يفهم أن التفريق في المضاجع يكون بالتفريق بيبن الأبناء على مستوى الغطاء وبعضهم يقول على مستوى السرير وبعضهم يقول على مستوى الحجرة. وهناك أيضا من يقول بين الذكور والإناث، والبعض الآخر يقول بل يجب أن يتم هذا بين الذكور والذكور وبين الإناث والإناث... تنمية المحبة والمراقبة وفي هذا الباب يرى الدكتور عمر بنحماد، أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية الآداب بالمحمدية، أن هذه التوجهات النبوية يأتيها العبد حسب اليسر، فإذا توفر للذكور والإناث فهذا أمر جيد، وإذا لم يتوفر يفصل بينهما حسب اليسر والله عز وجل يقول " فاتقوا الله ما استطعتم ". وكلها مدعومة بعناصر أخرى وليس هناك التعويل على عنصر واحد، والتفريق بينهم في المضاجع ليس هو الحل الأول أو النهائي، وإنما هو جزء من جملة التوجيهات، مع المحافظة على الصلاة ومع تنمية المحبة والاحترام و مع المراقبة أيضا. إذ قبل أن يقع ما يقع من مكروه يجب أن نفصل بينهم ليس فقط في المضاجع ولا حتى في الغرف أو حتى في البيوت. وعليه يمكن أن يقع ما يقع ويتبين بعد ذلك أن هذه وسيلة ينبغي أن تدبر بما توفر ويبقى الباقي للعناصر الأخرى التي ذكرناها. وعلى مستوى التفريق بين الإخوة من نفس الجنس، قال بنحماد أن الأمر الطبيعي هو إذا استطاع أهل البيت أن تكون لكل واحد غرفته المستقلة فهذا هو الحل المثالي، ولكن إذا تعذر تدرج في التنزيل بحسب الإمكان . موضحا أن الإمكان شيء والتنزيل شيء آخر. توجيه رباني ومن جانبه قال الأستاذ الباحث رشيد جرموني إن التفريق بين الأبناء خلال النوم توجيه مهم جدا وهو توجيه رباني، ومن خلاله يمكن أن نؤسس لعلاقة أسرية راشدة يسودها الاحترام والتقدير. وهذا الأمر يجب أن يكون محط تربية وتنشئة اجتماعية مهمة، لكن الأمر لا يخلو من إكراهات اجتماعية مرتبطة بضيق السكن وصعوبة الحصول عليه، وأيضا بمساحته، ونجد أن هذه القاعدة لا تحترم وأنه في غالب الأحيان تصبح عسيرة التحقق في واقع فيه إكراهات مرتبطة بحال السكن. الاهتمام بالسكن اللائق ويرى جرموني انه ليس هناك من حل يجب أن نهتم به سوى الاهتمام بالسكن والسكن اللائق الذي فيه تكريم للإنسان. وشعار الثورات الأخيرة في العالم العربي كان هو الكرامة، وتوفير السكن جزء من هذه الكرامة. وفي ضل عدم توفر هذا الأمر، على الإنسان أن يتحاور وأن يحقق مقصدا من مقاصد هذه التربية وهذه التنشئة التي تفصل بين الذكور والإناث في النوم. لأنه نلاحظ ونسمع ونكتشف من خلال مجموعة من الدراسات، ومن خلال تقارير مجموعة من الجمعيات التي تشتغل في مجال الطفولة والأسرة (نلاحظ) تنامي ظاهرة زنى المحارم وارتفاع حالاتها. وهناك رقم مفجع وصل تقريبا إلى تسجيل 1000 حالة. وهذا الأمر، حسب نفس الباحث، يمكن أن يكون من بين أسبابه مشكل السكن.