يعد حق الطفل في امتلاك غرفة خاصة من الحقوق التي أعطاها الإسلام للطفل، لأن هذا الأمر يدخل في باب إنفاق الأب على أبنائه، لكن شريطة توفر الإمكانيات المادية لذلك. في ما يلي يحاول الأستاذ عبد الباري الزمزمي الحديث عن الموضوع من وجهة نظر الدين. من حق الطفل على والديه في الإسلام توفير كل حقوقه ومن بينها غرفة خاصة به، إذا كانت هناك استطاعة من طرف الوالدين والإمكانيات المادية متوفرة فتلبية هذا الطلب والاستجابة له أمر مطلوب لأن من حق الإبن على والده تحقيق كل المطالب التي تجعله يعيش حياة طبيعية دون مركب نقص وبدون مشاكل. وهذا الأمر يدخل في باب الإنفاق على الأبناء التي هي من مسؤوليات الوالد ورعايته لأفراد أسرته. أما إذا لم تكن للوالد القدرة على توفير غرفة خاصة لكل واحد من أطفاله فالله لا يكلف نفسا إلا وسعها، لأن الكثير من الأسر المغربية كما هو متعارف تتكون من ستة أفراد على الأقل وتسكن ببيت به غرفتان على الأكثر، وبذلك فلن تستطيع الأسرة توفير غرفة لكل واحد من أفرادها. وعزل البنات عن الأولاد في غرف النوم يدخل في باب الحماية والمراقبة وتجنب الاختلاط خاصة خلال مرحلة المراهقة التي تعتبر مرحلة حرجة من حياة الإنسان، والتي يكون فيها الذكر مهيجا بشكل كبير، ولذلك وجب العزل من باب الحماية والوقاية، حتى بين الذكور فيما بينهم، والإناث أيضا، لأن الإسلام حث على التفريق بينهم في المضاجع. ويجب عزل الأبناء عن بعضهم انطلاقا من السن التي يتفتق فيها وعي الطفل وتتوسع فيها معارفه ومداركه، ويبدأ بالإحساس بالرغبة الجنسية، وعموما يجب عزل الأبناء عن بعضهم بداية من السنة العاشرة، لذلك يجب حماية الطفل في هذه السن. ومن إيجابيات توفير غرفة خاصة للطفل تحقيق ذات الطفل، لأنه يشعر في غرفته بالاستقلالية مما ينعكس على سلوكه حيث لا يحس بالضغط والقهر ولا يعاني من عقد نفسية. أما سلبياتها فالخلوة قد تجلب سلوكات غير مرغوب فيها خاصة إذا كان الطفل في غرفة مستقلة ويمتلك الأنترنت لأنه قطعا سيستخدمه في غير محله، ويدخل للمواقع الإباحية التي تفسد أخلاقه وسلوكاته. *رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل وعضو مجلس النواب عن حزب النهضة والفضيلة