قال تقرير حديث صادر عن مكتب الأمم المتحد للمخدرات والجريمة «أونودك» (UNODC)، الكائن مقره فيينا بالنامسا. أن معطيات حديثة لديه تفيد أن حجم صادرت المغرب من مخدر القنب الهندي «الحشيش» لأوروبا بدأت تتناقص ربما. لكن المغرب ما يزال يحتل الرتبة الثانية عالميا في المساحات المزروعة بالقنب الهندي والتي تبلغ مساحتها 47.400 هكتار فيما تبقي أفغانستان يقول التقرير أحد أهم البلدان المنتجة للقنب الهندي في العالم أجمع.وأضاف التقرير أنه وعلى الرغم من قلة إنتاج هذا المخدر بأوروبا فإن هذه الأخيرة هي أكبر سوق للقنّب الهندي في العالم، وأن منطقة شمال أفريقيا ومنذ عهد بعيد هي المورِّد الرئيسي لأوروبا. ومعظم القنّب المنتج في شمال أفريقيا والمستهلك في أوروبا يأتي تقليديا من المغرب. التقرير قال أيضا إن 230 مليون شخصا، أو ما يعادل خمسة في المائة من سكان المعمورة الراشدين قد يكونون تعاطوا لمواد مخدرة ممنوعة على الأقل مرة واحدة خلال سنة 2010. وأن المشاكل المترتبة عن هذا الاستهلاك قد مست 27 مليون نسمة، أي ستة في المائة من سكان العالم. وأن «الهيروين» و»الكوكايين» وغيرها من المخدرات تقتل كل سنة 0.2 مليون من الراشدين عبر العالم؛ مما يؤدي حسب التقرير إلى تدمير عدد من العائلات، وإلى جلب التعاسة والفقر إلى الآلاف من الأشخاص؛ سواء منهم متعاطي المخدرات أو المحيطين بهم. كما أن التعاطي للمخدرات، يضيف التقرير يقوض الاقتصاد الوطني و يعطل التنمية الاجتماعية، ويساهم في انتشار الجريمة، وزعزعة الاستقرار، وانعدام الأمن، وإلى نشر فيروس السيدا بشكل واسع. وجاء في التقرير أن مجموع إنتاج الأفيون في العام 2011 بلغ سبعة آلاف طن، وهي نسبة أكثر من الخمسة آلاف طن لسنة 2007، ولكنها أقل من 2010، السنة التي عرفت تدمير نصف إنتاج الأفيون في أفغانستان التي تبقى مع ذلك أكبر منتج للأفيون في العالم. أما مجموع المساحة الإجمالية المزروعة بشجيرة الكوكاحسب نفس التقرير في العالم فقد انخفض بنسبة 18 في المائة بين عامي 2007 و2010، وبنسبة 33 في المائة منذ عام 2000. وتبقى على سبيل المثال المنطقة التي شهدت أكبر تزايد لتعاطي الكوكايين هي، شمال وغرب ووسط إفريقيا، وأعلى معدلات انتشار الأفيون وتعاطي الهيروين هي أفغانستان وجمهورية إيران الإسلامية. ويؤكد التقرير أن مكافحة المخدرات تعني استعادة التوازن، ودفع مزيد من الاهتمام للجانب الصحي؛ وخصوصا في جوانبه النفسية، والحد من حدوث الإصابات بفيروس نقص المناعة (السيدا) والتهاب الكبد، وكذلك الحد من المشاكل الاجتماعية. وأن الوقاية والعلاج، وإعادة التأهيل و الإدماج، والصحة كلها تدخل ضمن العناصر الرئيسية في الاستراتيجية العالمية للحد من الطلب على المخدرات.