ينبه تقرير الأممالمتحدة إلى أنه رغم تزايد الإنتاج في المخدرات، فإنه لم يقع تزايد في الاستهلاك، ويؤكد أنه منذ آخر دورة استثنائية كرستها الجمعية العامة للأمم المتحدة لمشكلة المخدرات في عام ,1998 فإن إنتاج الأفيون ازداد بنسبة 87 في المائة، لكن هذه الزيادة في الإنتاج لا تجسد زيادة في الاستهلاك، ويفترض التقرير أن تكون كميات كبيرة من الأفيون قد خزنت. أما بالنسبة للكوكايين فقد عرف بدوره زيادة في الإنتاج، على مدى الفترة ما بين 1998 و,2008 بنسبة 5 في المائة. لكن الفترة ما بين 2004 و2009 حسب التقرير عرفت انخفاضا كبيرا، دون أن يحدد النسبة بالتدقيق، وفيما يلي تقديرات التقرير بخصوص انتشار الآفات الثلاث في العالم، ويؤكد أن المغرب يختص بإنتاج القنب الهندي(الكيف) ويعتبر مصدرا رئيسيا له في العالم. الكوكايين تراجعت المساحة الإجمالية المزروعة بالكوكايين بنسبة 5 في المائة خلال العام الماضي، من 167600 هتكار في عام 2008 إلى 157800 هكتار في عام .2009 ويرجع هذا التغيّر أساسا إلى حدوث انخفاض مهم في كولومبيا لم يعوّضه حدوث زيادات في كل من البيرو وبوليفيا المتعددة القوميات. وقد تراجعت المساحة الإجمالية المزروعة بالكوكايين بنسبة 28 في المائة على مدى الفترة ,2009/2000 استأثرت كولومبيا بحوالي 43 في المائة من زراعة الكوكايين على الصعيد العالمي. في حين كانت حصّة بيرو 38 في المائة ودولة بوليفيا المتعددة القوميات 19 في المائة. وقد تفاوتت المناطق التي يُنتج فيها الكوكايين ويُتجر به ويُستهلك بدرجة كبيرة مع مرور الزمن. وتعد أمريكا الشمالية أكبر سوق إقليمية للكوكايين، حيث تضُم قرابة 40 في المائة من متعاطي الكوكايين على الصعيد العالمي. وفي عام ,2008 يبدو أن 196 طنا متريا من الكوكايين النقي كانت لازمة لتلبية طلب أمريكا الشمالية. وقد أسفرت اختبارات التحليل الجنائي التي أجريت على الكوكايين المضبوط في الولاياتالمتحدة عن أن معظم الكوكايين اُلمستهلك في أمريكا الشمالية أنتج في كولومبيا. ويتجه ثاني أكبر تدفق للكوكايين نحو أوروبا، وهذا التدفق يتزايد بسرعة، وأكبر سوق كوكايين وطنية في أوروبا هي المملكة المتحدة، تليها إسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا. ومستويات انتشار تعاطي الكوكايين أعلى في المملكة المتحدةوإسبانيا منها في الولاياتالمتحدة. الهيروين الهيروين هو أكثر المواد الأفيونية استهلاكا في العالم، وهو مشتق من الأفيون، الذي يُمكن استخدامه هو أيضا على نحو غير مشروع، ويُستهلك ثلثا الأفيون الذي لا يُحوّل إلى هيروين في خمسة بلدان فقط هي: جمهورية إيران الإسلامية ( 42 في المائة) وأفغانستان ( 7 في المائة) وباكستان ( 7 في المائة) والهند ( 6 في المائة) والاتحاد الروسي ( 5 في المائة). ويجري أيضا تعاطي مواد أفيونية أخرى، بما في ذلك توليفات مختلفة من قش الخشخاش وشبائه الأفيون الموصوفة طبيا، بيد أن الهيروين يظل أكثر المواد الأفيونية إثارة للمشاكل دوليا. وباستثناء عام 2001 ، عندما كانت زراعة خشخاش الأفيون تكاد لا تُذكر في أفغانستان، توسّع إنتاج الأفيون عالميا بدرجة ملحوظة خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين حتى عام 2007 ، ولكن على ما يبدو دون توسع مناظر في الطلب. وفيما بعد، تراجع إنتاج الأفيون على مدى الفترة 2007 حتى 2009 (من 8890 إلى 7754 طنا متريا)، وإن ظل يتجاوز بدرجة مهمّة الطلب العالمي المقدّر (حوالي 5000 طن متري للاستهلاك). وكان تراجع سعر التسليم في المزارع للأفيون في أفغانستان في السنوات الأخيرة أكثر حدة من تراجع أسعار الهيروين. وتعد أوربا الغربية أكبر سوق للهروين في العالم، ويقع نصف هذه السوق تقريبا في ثلاثة بلدان فقط هي: المملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا، ويبدو أن تعاطي الهيروين يتراجع في أغلب بلدان أوروبا الغربية، ولو أن الأضرار المرتبطة بتعاطي الهيروين تزداد على ما يبدو حسبما يتبيّن من الوفيات الناجمة عن الهيروين. القنب الهندي ويؤكد التقرير أن خاصية القنب الهندي أنه ينتج محليا ويستهلك على نطاق واسع في بلدان العالم، ويعد المغرب وأفغانستان أكبر المصدرين الدوليين لهذه النبتة، بكل مشتقاتها، ويقول التقرير إن المساحة المزروعة بالقنب في المغرب تراجعت من 134 ألف هكتار في عام 2003 إلى 72500 هكتار في عام .2005 كما انخفض الإنتاج من 3070 طنا متريا إلى 1067 طنا متريا. ومنذ العام ,2005 يوضح التقرير أن المكتب المعني بالمخدرات والجريمة في الأممالمتحدة لم يجر أي دراسة استقصائية للقنب في المغرب، لكنه يشير في هذا التقرير إلى أن الحكومة المغربية أبلغت عن حدوث انخفاضات بعد عام ,2005 ويشير في الوقت نفسه إلى الكميات المصدرة التي تضبطها دول المقصد لا تبين اتجاها تناقصيا، وما زال المغرب يظهر كأحد المصادر الرئيسية للراتنج. أما بالنسبة لأفغانستان، فإن التقرير يؤكد أن الإنتاج تراوح بين 1500 و3500 طن متري في عام .2009 في حين تراوحت المساحة المزروعة بين 10 آلاف و24 ألف هكتار. ويشير التقرير إلى أن أبرز الاتجاهات العالمية في إنتاج القنّب خلال السنوات الأخيرة هو تزايد الزراعة في الأماكن المغلقة، وخاصة في أوروبا وأستراليا وأمريكا الشمالية. والزراعة في الأماكن المغلقة عمل تجاري مربح جدا وهي تُمثل بشكل متزايد مصدر ربح لعصابات الجريمة المنظمة المحلية.