أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني يوم الأربعاء 26 شتنبر 2012 بنيويورك، أن المغرب يدعو المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل والحاسم لوقف تمادي إسرائيل في مخططها الاستيطاني الرامي إلى الاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية وتقطيع أوصالها، وبالتالي تقويض فرص السلام في منطقة الشرق الأوسط. وشدد العثماني، في تدخل له أمام مجلس الأمن حول موضوع «السلام والأمن في الشرق الأوسط»، على أن المملكة تطالب بوقف كل أعمال الهدم التي تطال حي المغاربة وكل المعالم الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل عاجل لحماية التراث الديني والحضاري بالقدس الشريف. من جهة أخرى، دعا سعد الدين العثماني إلى ضرورة تنسيق استراتيجيات بناء السلام وضمان انسجامها، وذلك عبر التشاور مع البلدان المعنية من أجل التحقق من ملائمتها وانسجامها مع السياسات الوطنية ومن مشاركة الفاعلين المعنيين، واعتبر في كلمة ألقاها خلال اجتماع رفيع المستوى بمناسبة انعقاد الدورة السابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 25 شتنبر الجاري بنيويورك، أن انخراط القوى الحية للبلدان المعنية في إطار مبدأ التبني الوطني، يشكل شرطا أساسيا في إطار عملية بناء السلام. واقترح العثماني في هذا الإطار أن تقوم لجنة بناء السلام بدور تواصلي «يعنى بملاءمة وتنسيق استجابة الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين لحاجيات الدول المعنية، حتى يتسنى لها الوفاء بالتزاماتها على المستويات الثنائية والإقليمية والمتعددة الأطراف». كما دعا إلى تمكين اللجنة، من «التدخل بشكل سريع ومتناسق وناجع في إطار نهج ينبني على مبدأ المسؤولية الجماعية والمشتركة وذلك لضمان الشروط اللازمة لتوفير السلام والأمن»، وإلى توفير «جميع الظروف الضرورية، للحفاظ على المكتسبات التي حققتها اللجنة وتعزيزها»، معتبرا العمل الذي تم إنجازه في الدول الست المدرجة على جدول أعمالها، يستحق التنويه والتشجيع، وكذلك الآفاق التي فتحها للشعوب المتضررة من الصراعات. وبخصوص الملف السوري، شجب العثماني العنف الذي يمارسه النظام السوري في حق المدنيين، مؤكدا على ضرورة التوصل إلى حل يقضي بالوقف الفوري لأعمال القتل والعنف، وإطلاق عملية سياسية بمشاركة مختلف أطياف الشعب السوري، للوصول إلى تحقيق تطلعات هذا الشعب إلى نظام سياسي ديمقراطي. مصدر الصورة:UN /JC McIlwaine